السيدة الفاضلة لالة بنت يحي داودي (لاله حيا) في ذمة الله

ببالغ الحزن والأسى بلغنا نعي وفاة السيدة الفاضلة لاله بنت يحي داودي المعروفة (لالة حيا) رحمها الله يوم الثلاثاء 2 رجب 1444هـ الموافق 24 جانفي 2023م، تاركة فراغا كبيرا لدى أهلها ومحبيها، وألسنة داعية الله أن يرحمها ويسكنها فسيح جناته، ويجعل عملها نورا في قبرها وثقلا في ميزان حسناتها.

وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بالتعازي الخالصة لأهلها وذويها، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص السيرة الذاتية للفاضلة المرحومة

لالة بنت يحي بن عمر داودي (لاله حيا)

الاسم الكامل: لاله بنت يحي بن عمر بن باحمد داودي من قصر بنورة (آت بنور)

وزوجها: بالحاج بن باحمد عيسى، مجاهد في حرب التحرير.

المولد والنشأة:

ولدت السيدة داودي لالة بنت يحي يوم الخميس 24 ذو القعدة 1353هـ الموافق 28 فبراير 1935م ببلدة بنورة، في ظل أسرة طاهرة ومجتمع متماسك حيث نشأت  وعاشت جميع مراحل حياتها، ولم تغادر البلدة إلا لأسفار قليلة قصيرة فقد كان ابناها تاجرين في مدينة الحراش بالجزائر العاصمة في محل ورثاه من والدهما.

التربية والتعليم:

تربات السيدة الفاضلة في كنف والدين فاضلين كريمين ربياها أحسن تربية رغم قلة ذات اليد.

دخلت المحضرة التابعة للمسجد العتيق ببنورة لمعرفة دينها، وتلقي مبادئ العلوم من قرآن وعقيدة وحديث وفقه.

زواجها:

وكسائر بنات جنسها في زمانها فقد تزوجت وهي ابنة اثنتي عشرة ربيعا، سنة 194م بالشاب عيسى بلحاج بن باحمد، وعاشت عقدا ونصفا من الزمن، إذ توفي زوجها سنة 1962م في حادث مرور أليم مخلفا لها ثلاث بنات وابنين؛ أحدهما كان جنينا في بطنها، لتجد نفسها أرملة متحملة مسؤولية الأمومة والأبوة معا في وقت واحد، وقامت برعاية شؤون أولادها وتربيتهم على الطهر والصلاح، حتى تزوجوا جميعا -ذكورا وإناثا-.

أعمالها وإشراقات من حياتها:

– تعتبر المرحومة مرجعا هاما في اللسان المزابي حيث تصوب وتنقح لغويا ما كتب بالمزابية وكان لها فضل كبير على أخيها الفنان – عميد النشيد المزابي – المعروف

داودي عمر بن يحي في الكثير من أناشيده، وكثيرا ما يذكر ذلك ويعتز به، وكثيرا ما تصحح وتنقح ما كتب بالمزابية من مسميات الأشياء وتركيب الجمل والأمثال المحلية والميزان الصرفي لها.

بعد وفاة زوجها واجهت السيدة العظيمة مصاعب الحياة بنفسها، رغم تقدم الرجال من مختلف فئات المجتمع للزواج بها، إلا أنها أبت الارتباط الزوجي لتتفرغ لتربية ورعاية أولادها

وقد قامت بأعمال كثيرة بعضها لكسب قوت عيالها والبعض الآخر من قبيل الإحسان والتبرع وفعل الخير، ومن أهم تلك الأعمال:

– النسيج أو ما يسمى بالمزابية (أَزطّـا)

– مساعدة الأسر في التحضيرات التي تكون قبل العرس، (تحديد مقادير المؤونة وتجهيزها من تقشير الفول أو تحميصه ورحي القمح والتوابل).

– تحضير المؤونة للبيوت بشكل عام تحميص القهوة ورحيها، رحي التوابل، رحي القمح والشعير خاصة لصنع كسكس تينوباوين، ورحي مستلزمات تزميت أو زيريزا من قمح ودقلة جافة وإقط (إكراين).

– صنع بعض مواد التجميل المحلية مثل (اشبوب والكحل تازولت، تكايا وهي تستعمل عند النساء للتزيين).

– مساعدة مقسمي التركات في تقييم تثمين المنقولات.

– وقد كانت طبيبة ماهرة تقوم بمداواة الناس بالحكمة والخلطات العشبية الطبيعية.

–  ربط العلاقة بين الخاطب والمخطوبة أو ما يسمى بالمرسول (آسر).

– إحياء مختلف المناسبات مثل حفلات الأعراس والختان وغيرها من التجمعات النسوية بـ: إزلوان وألاون

– تزيين العرائس لمختلف المناسبات بدءا من الزواج وما بعده من مناسبات.

– توجيه وإرشاد العرائس في مناسبات الزواج

– مرافقة الحوامل والتوليد، ووصفها لهن وصفات مقوية للمرأة والجنين في مرحلة الحمل وبعد الولادة.

– تعليم الصلاة للبنات.

وفاتها: 

توفيت السيدة داودي لاله بنت يحي المعروفة (لالة حيا) رحمها الله يوم الثلاثاء 2 رجب 1444هـ الموافق 24 جانفي  2023م، متأثرة بحادث مرور وقع لها قبيل أيام قليلة من وفاتها، ودفنت في مقبرة بنورة في اليوم الموالي لوفاتها تاركة فراغا كبيرا لدى أهلها ومحبيها، وألسنة داعية الله أن يرحمها ويسكنها فسيح جناته، ويجعل عملها نورا في قبرها وثقلا في ميزان حسناتها

كتبها: عيسى محمد بن باحمد

مصدر المعلومات: مراسلة إلكترونية مع ابنها السيد: عيسى يحي بن بالحاج