حواراتواحة المعرفة

المبدع أسامة الراعي ضيف مزاب ميديا في حوار خاص

gfdgdfgfggggمن نخبة الشباب الواعدين، وضمن سلسلة حوارات شباب الفعل، نختار في هذا العدد مبدعا قدّم ولا يزال الكثير كفنان وكمخرج ومنتج، درَج في مجاله بخطوات ثابتة حتى جعل من قصته مثالا يحتذى به، وتجربة جديرة بالبحث والاطلاع… إنه المبدع أسامة بن أحمد الراعي، ندعوكم للاطلاع على مسيرته الثرية عبر هذا الحوار الشيق…

مزاب ميديا: بداية نرحب بك بيننا… في بضعة أسطر… من هو أسامة الراعي؟

أسامة: وعليكم السلام ورحمة الله، أولا أشكر موقع مزاب ميديا على الاستضافة الكريمة…

أسامة بن أحمد الراعي، من مواليد سنة 1987، بالقرارة، غرداية، نشأت بمدينة العلمة، ولاية سطيف، حيث درست المرحلة الأساسية التي كنت دائما متفوقا فيها، حتى أنني تحصلت على المعدل الأول بإكماليتي في شهادة التعليم الأساسي B.E.F، لكن المرحلة الثانوية كانت مختلفة وتزامنت مع محاولات المسؤولين عن القطاع القضاء على أقسام اللغة الإنجليزية بأي ثمن، بالإضافة إلى غياب محفزات الإبداع في المدرسة سواء في المناهج أو الهياكل مما عجل باتجاهي إلى الميدان العملي قبل أن أصل السنة النهائية، عملت بعد ذلك في التجارة وبالموازاة التحقت بدورة تكوينية في التصوير الفوتوغرافي بمركز التكوين المهني بسطيف، تحصلت بعدها على شهادة في المجال بدرجة ممتاز، ثم انتقلت إلى القرارة لأعمل في مجال السمعي البصري لمدة عامين.

في سنة 2010 قمت بمعية الزميل المبدع مصطفى بوقرطاس وبعد مدة من التخطيط والتحضير بتأسيس مؤسسة أوماي للإنتاج الفني التي نحن في أحضانها إلى اليوم آملين في المزيد من التطوير إن شاء الله.

ouss1مزاب ميديا: كيف كانت بداياتك وما الذي استهواك في مجال تخصصك؟

أسامة: بداياتي كانت منذ الصغر حيث كنت أعشق الرسم، وكانت لدي دائما مجموعة من الكراسات القديمة التي كنت أملؤها بمختلف شخصيات الرسوم المتحركة، كما كنت أحب حصة الرسم في المدرسة، وأتعامل مع مواضيعها بجد على عكس أغلب زملائي الذين كانوا يعتبرونها حصة هزل وراحة…

في مرحلة متقدمة بدأت أتعلم الخط العربي بقواعده عن طريق كراسات الخطاط الكبير محمد شريفي وتقليد لوحات الخطاطين، وبدأت أتقن بعض الخطوط تدريجيا مع اهتمامي أكثر بخط الثلث، لكن على عكس الكثير من الفنون، فإن الخط العربي يحتاج إلى أستاذ متابع ولا يمكن إتقانه والتمكن منه عصاميا، مما جعل قدراتي فيه تتوقف عند حد معين.

هذا الاهتمام الفطري بالفنون جعلني أهتم تلقائيا بالتصميم الفني، و نظرا لحرص والدي على تعلمنا للإعلام الآلي في سن مبكرة بإلحاقنا بمدارسه في السنوات الأولى للتعليم، ثم اقتناء جهاز الكمبيوتر في بدايات انتشاره (1995 على ما أذكر)… كل هذا جعلني أتعامل مع الجهاز بشكل جيد ولم يبق إلا تعلم بعض البرامج، و هذا ما بدأته مع بداية انتشار الأنترنت سنة 2000، حيث بدأت أتعلم دروسا في برنامج البينت شوب Paint Shop، ثم بعدها الفوتوشوب وقد ساعدني على ذلك تمكني من اللغة الإنجليزية حيث كنت أعتمد بشكل كبير على دروس المواقع الغربية.

بعدها بدأت بتعلم دروس في تصميم وإنشاء المواقع، لأقوم سنة 2004 بمعية شقيقي قاسم بتأسيس موقع الشبكة المزابية الذي أردناه كجبر للنقص الفادح الموجود في الأنترنت حول كل ما يتعلق بوادي مزاب والإباضية عموما… تأسيس الموقع، وبروز الحاجة إلى التغطيات المصورة أحيا في نفسي اهتمامي القديم منذ الطفولة بالتصوير والكاميرات، التي كان يحول دونها نقص المعدات وغلاؤها، فبدأت بالتصوير بكاميرا فلمية منزلية، ثم انتشرت التكنولوجيا الرقمية فتحولت إلى أول كاميرا رقمية اقتناها والدي حينها، بالموازاة دائما مع تطوير قدراتي في التصوير الفوتوغرافي والفيديو والمونتاج عن طريق السهر لأوقات متأخرة مع دروس الأنترنت، كما كنت أقوم في نفس الفترة بتغطية بعض التظاهرات وإصدارها.

مزاب ميديا: نرى أن موهبتك تتمحور حول فن التصميم والتصوير الفوتوغرافي وكذا الإخراج… لماذا هذه المجالات تحديدا؟

أسامة: رغم أن التخصص أمر مهم، إلا أنني أرى هذه المجالات الثلاثة متعلقة ببعضها، بل ومكملة لبعضها البعض أحيانا، والعلاقة الواضحة بينها هي أنها جميعا من الفنون البصرية، لذا لا نستغرب إن وجدنا أحدا يعمل في هذه المجالات جميعا ولنا في مزاب عدة أمثلة، و أهم ميزاتها أنها فنون رسالية يمكن استغلالها لإيصال الرسائل ومعالجة مختلف قضايا الأمة وفي قالب مرغوب للمتلقي، لكنني حاليا أتجه إلى التخصص في الإخراج التلفزيوني والسينمائي، مع الاحتفاظ بالتصوير الفوتوغرافي كهواية وفن، أما التصميم الفني فقد بدأت أتخلى عنه تدريجيا مرغما لكي أتخصص وأتفرغ.

مزاب ميديا: من هم قداوتك في حياتك المهنية؟ وبمن تتأثر في مجالك؟

أسامة: عموما، أتأثر بكل فنان مسلم وصل أعلى درجات الإبداع والنجاح، وحافظ على شخصيته ودينه ومبادئه، واستعمل مواهبه لخدمة أمته ودينه… وأتأثر كثيرا مثل جل الفنانين المسلمين بتجربة المخرج الراحل مصطفى العقاد رحمه الله، التي لم تماثلها تجربة إلى اليوم.

مزاب ميديا: أسّستم مشروع أوماي الواعد، حدثنا عن التجربة…

أسامة: مشروع أوماي كان استجابة لحاجة ملحة في المجتمع بضرورة التأسيس لإعلام احترافي في عمله، محلي في أصوله، عالمي في أهدافه، ملتزم وهادف في محتواه… وعلى المستوى المحلي، كان حلا عمليا لكثير من المشاكل التي كانت تتخبط فيها بعض المؤسسات المحلية والتي حالت دون الوصول إلى الاحترافية، خاصة من الناحية الإدارية.

أنشأنا المؤسسة كما ذكرت آنفا سنة 2010 بإمكانيات مادية وتقنية بسيطة، وطموح عال، مع تخطيط بعيد المدى، وككل مؤسسة ناشئة، بدأنا بتقديم بعض الخدمات كالتغطية السمعية البصرية والتصميم الفني، لكن الهدف كان دائما الإنتاج الإعلامي الاحترافي، وقد واجهنا في سبيل ذلك الكثير من الصعوبات، لكن الثقة بالله أولا، ثم الإرادة والتحدي مكننا من تجاوز جميع العقبات بثبات بفضل الله.

مزاب ميديا: الحديث يجرنا بالتأكيد لعملكم الراقي شهر رمضان الماضي “رمضان في الجزائر” كيف كانت التجربة مع قناة الجزيرة الوثائقية؟

أسامة: إنجاز عمل عن رمضان في مزاب كان يجول في خاطري منذ مدة، ولما اكتملت الشروط التقنية والمادية القاعدية لإنجاز عمل احترافي، بدأت الإعداد له مع بداية صيف 2011، بعدها تقدمنا بالفكرة لقناة الجزيرة الوثائقية باعتبارها أحسن قناة يمكن أن تبث وثائقيا مماثلا، وبعد الموافقة المبدئية شرعنا في التصوير خلال شهر رمضان وفي ظروف صعبة خاصة مع حرارة الطقس المرتفعة، وبعد الانتهاء من المونتاج الأوّلي برزت الحاجة إلى إضافة الموسيقى التصويرية، دخلنا بعدها في مرحلة ما بعد الإنتاج التي أخذت وقتا طويلا، وكلفت الكثير من السهر والتفكير والجهد والمال والتضحيات، مما أدى بنا إلى ظروف صعبة جدا مادية ومعنوية تجاوزناها بالصبر وعون الله، إلى أن انهينا العمل بضعة أسابيع فقط قبل رمضان 1433 / 2012، وكان العمل كما رأيتموه والحمد لله.

ouss9مزاب ميديا: كسرتم حاجزا وهميا كان موجودا في تصدير عملكم عبر قناة عالمية، وأثبتم أن الطموح والإرادة لا يحدها أي شيء… ما الدافع لذلك؟ وماذا استفدتم من التجربة؟

أسامة: السبب في رأيي أننا لم نؤمن بتلك الحواجز الوهمية، كما قمنا بكل تواضع وموضوعية بمقارنة المستوى الذي يمكن أن نقدمه مع مستوى الأعمال التي تبث في مختلف القنوات فلم نجد أن الفرق كبير في كثير من الأحيان، و من جهة أخرى عززنا طموحنا بالثقة في الله عز وجل أنه سيعيننا مادامت النية خدمة دينه وابتغاء مرضاته أولا وأخيرا، والذي استفدناه أن الطموح والثقة بالنفس دون غرور مع الاستعانة بالله والتخطيط والعمل هما طريق أي مشروع ناجح.

مزاب ميديا: ما نصيحتك للشباب عموما؟ ولذوي تخصصك خصوصا، ممن يود أن يحذو حذوك؟

أسامة: نصيحتي للشباب الطموح خاصة في ميدان الإنتاج الفني الإعلامي أن يجعل طموحه هو الوصول إلى أعلى درجات النجاح لخدمة أمته، بشرط واحد: ألا يتخلى عن دينه ومبادئه وشخصيته مهما علت به المراتب، و أن يرفض دون تردد أية فرصة توظيفية مهما كانت مغرية إن لم تضمن له الالتزام بمبادئ دينه (و هذه الفرص كثيرة)، فهدف الفنان المسلم ليس هو الفن من أجل الفن، بل تقديم إنتاج فني ملتزم في شكله، رسالي هادف في محتواه، وبذلك فقط يضمن عون الله له، ويضمن النجاح في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

مزاب ميديا: في رأيكم… ما السبيل لمشروع قناة فضائية هادفة؟ وهل هي بالفعل ضرورة؟

أسامة: في الواقع أنني شخصيا أفضل الاعتماد على القنوات المشهورة سلفا من أجل إيصال رسائل هادفة، و هذا لا ينفي ضرورة إيجاد قناة فضائية، لكنني أعتقد وهذا رأيي الشخصي أننا لم نصل في مزاب إلى درجة تؤهلنا لإنجاز قناة على الأقل على المستوى التقني، بل أعتقد أننا في مرحلة التأسيس وهي تسير بخطوات مباركة والحمد لله، ومشاريع مثل New Media Productions و Dreamanim  أحسن دليل على ذلك، من جهة أخرى فإن العائق الأهم الذي قد يواجهه مشروع إنشاء قناة فضائية هو مشكلة التمويل، والتي هي أصعب من العوائق التقنية.

مزاب ميديا: كلمة أخيرة لمزاب ميديا:

أسامة: أعتقد أن مزاب ميديا قدّم صورة جديدة للمواقع المزابية، بواجهة فنية جذابة، ومحتوى متنوع، وتقنيات حديثة في التفاعل والتواصل مع الزوار، أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح والاستمرارية إن شاء الله.


وإلى لقاء آخر إن شاء الله، تقبلوا تحياتنا

حاوره: جابر حدبون

ouss2

ouss3

ouss4

ouss5

ouss6

ouss7

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. حقا مبدع أنت يا أسامة ومخرج بالفطرة… لقد قلت في نفسي سأقرأ السطور الأولى للمقابلة فقط… وسأعود فيما بعد لأكمل البقية برويّة وراحة بال، فما إن أكملت جواب السين الأول… قلت دعنا نكمل الثاني ثم أنصرف، وهكذا ما إن أبدأ أول السطر حتى أجد نفسي قد بلغت آخر الجواب، فألفيتني في النهاية قد قرأت المقال بأكمله دون أن أشعر، إرحمنا يا أسامة ولا تستعمل سحرك الإخراجي علينا في كل مناسبة 🙂 … إن المرء ليُسرّ حين يرى إلى سيرة شاب يعمل على تحقيق أهدافه وأحلامه دون أن تثنيه عقبة هنا أو صعوبة هناك، بل رغم ذلك يضع نصب عينه الإتقان في العمل، وتقديم صورة مشرقة عن وطنه رغم بعض صور وطنه التي اتخذت من لون الليالي الحالكة لباسا مفضلا لها، وينجز بصمت ولسان حاله يقول ما لهؤلاء القوم “أسمع لهم جعجعة ولا أرى طحينا”، بارك الله في صمتك وبارك لنا في الطحين 🙂 …المجال الإعلامي حقا صعب من جانب الرسالة الهادفة وماتحويه… ومن جانب الفهم القاصر لأمتنا (الصغرى) بأهمية الإستثمار فيه… عسى الله أن يفتح لنا فتحا مبينا قريبا غير بعيد إن شاء الله، موفق دائما أنت وفريقك المبدع والملهم إن شاء الله… حقا صدقت إننا في مرحلة التأسيس والخطوة تتبعها الخطوات لهدف معلوم… أما القفزات تتبعها الكبوات والدليل في جديد القنوات… إن هناك أمل في العديد من الشباب الطموح في جميع قرى وادي مزاب… ندعوا الله أن يبارك فيهم وفينا جميعا، بارك الله فيك جابر حدبون، حديث شيق ومقابلة رائعة… حبذا لو كانت بكاميرا وإضاءة وفريق من ورائهما 🙂 ، أعلم أن العين بصيرة والإعلام أبصر 🙂 ، شكرا مزاب ميديا دمتم لإعلام هادف ومتميز دائما، والسلام عليكم …

  2. السلام عليكم اخي اسامة …ماذا عساني اقول …ماشاء الله عليك كلك ابداع ونشاط وثقة بالنفس و دقة في الهدف الدي تريد الوصول اليه ..بارك الله فيك و في امثالك و الشكر الجزيل لموقعنا مزاب ميديا

  3. أالشكر الجزيل لمزاب ميديا على هذه الاستضافة القيمة للمبدع أسامة كأحد الكفاءات المزابية المتميزة فعلا
    أحد الشباب العالي الطموح و المدعم لطموحه بالفعل و خاصة و هذا أهم ملحظ في مبدعنا اليوم العمل و التكوين المستمر
    نأمل أن نرى أعمال مؤسسة أوماي معناها اللون بالمزابية و التي يعكس اسمها البعد المتأصل و العتزاز الكبير بالهوية المزابية
    في قنوات عالمية كبيرة حتى يعلو صوت الحق عاليا بالمزابية و العربية و حتى الانجليزية و الأمل كبير كما قال الأخ ابراهيم حواش
    ندعو الله بالتوفيق للجميع كما ندعو مزاب ميديا إلى استضافة الأخ مصطفى بوقرطاس الذي ذكره في الحوار أسامة أحد المبدعين في مؤسسة أوماي
    و الله ولي التوفيق

  4. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله
    وبعد:
    ما أروع الحوارات التي تبيّن الكفاءات والطاقات التي تزخر بها الجزائر عموما وميزاب خصوصا، ففي هذاالحوار الرائع للموقع مزاب ميديا مع الأخ الفنان أسامة الراعي نلاحظ حسن التطرق إلى نقاط عديدة ومهمة في مسيرة هذا الشاب الطموح والتي بدورها ستكون بإذن الله الخطوة المبدئية لكل من يفكر في تطوير موهبته وتطلعاته.
    أقول للسيد: أسامة الراعي الله يبارك فيك وينور طريقك ويُلهمك السداد والتوفيق في مشوارك الفني (السمعي البصري) لنا الفخر لنا العز بمثل هؤلاء الشباب الطموح والحمد لله على كل حال ولا ننسى أن نقدم الشكر الجزيل الأوفى لموقع مزاب ميديا بارك الله فيكم..وسدد خطاكم..آمين

  5. السلام عليكم و رحمة االه تعالى وبركاته الاخ اسامة حقا ينطبق عليه قول الشاعر – و بورك في الشباب الطامحينا لقد اخترت عملا شيقا وسلكت طريقا جديدة فما دامت النية هي مرضات الله وغايتك خدمة مجتمعك فسر على بركة الله فالامة محتاجة الى من يخدمها و يدافع عنها امام التيارات الجارفة فاحسن سلاح في هذا العصر هو التمكن و حسن استعمال السمعي البصري وفقك الله انت ومن معك ونحن بكل تواضع في الخدمة وخاصة كل ما يدعو الى احياء تراثنا الاسلامي الاصيل.

  6. السلام عليكم ، بارك الله فيكم جميعا على التعليقات الطيبة و الكلمات المشجعة عسى الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، و الموهبة ابتلاء من الله ليرى أنشكر أم نكفر عسى أن نكون إن شاء الله من الشاكرين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى