همسات يمامة

أأواسيك أم تواسيني؟

قالت وعيونها ملأى بالدموع الحمد لله الحمد لله هذه هي الحقيقة.
نعم ماخلقنا ليعذبنا، وإنما ليعلمنا أن حياتنا نصنعها بأيدينا.

سألتها كيف تقولين هذا وأنا أعلم صعوبة ماتمرين به؟

صحيح أكيد ستستغربين، لأن هذا ما نشأنا عليه نقيم الظاهر و نعتقد أن أي نقص في حياة الإنسان سيورثه سخطا وكرها للحياة.
سيشعر بالدونية والنقص، في حين أننا لسنا المظهر وإنما قيمتنا بجوهرنا، وسعادتنا بقلوبنا.

ماذا تقصدين بذلك؟

أقصد أن كل إنسان له خفايا بنفسه وحقيقة متجلية بذاته ليس للجميع علم بها.

لم أفهم بعد !!

حسنا هل تدركين معنى أن يكون الله خليلا لك؟

كيف؟

أن تتكلمي مع الله، أن تسأليه ويجيبك؟ أن تستأنسي به دون الخلق؟

الأمر رائع حين أفكر فيه. لكن هل يمكن ذلك؟ أو كيف يمكن ذلك؟ أتعتقدين أن الأمر متاح للجميع؟ ربما هو شيء خاص بك؟ دائما نسمع أن الله إذا حرم شخص من شيء ما عوضه بشيء آخر، وربما يكون خارق للطبيعة التي ألفها البشر!

عزيزتي جوابي واحد وهو أن الله لا يظلم أحدا.
حين أقول لك أن السر كله يكمن هنالك.
في علاقتك مع الله نعيم الدنيا والآخرة بإذنه تعالى.
حتى وإن لم تصلي لمرحلة الكلام مع الله لكنك تعرفين من هو، تعلمين مغزى وجودك بهذه الحياة.

حسنا حسنا وضحي لي معنى المظهر والجوهر ربما أستوعب جيدا.

عزيزتي نحن كمجتمع الطبع العادي للإنسان يولد طفلا من أبوين ينشأ في أسرة يتعلم يكبر و يعمل ثم يتزوج وينجب أولادا. وتدور الدائرة من جديد صحيح.

نعم هو كذلك.

أليس كل مايخالف ذلك يعتبر عندنا شاذا ونراه بعين الشفقة؟!
بصفتي امرأة نقول كالعانس والمطلقة والأرملة والتي لم ترزق بأبناء والضريرة ووو…
ثم ألا تعتقدين أن كل هذه الأصناف موجودة بالمجتمع ومن ضمن نسيجها الحقيقي وليس الشاذ؟!

صحيح!!

أسألك هل تعتقدين أن من له الحياة الطبيعية والمثالية -في نظرنا- التي ذكرتها آنفا كلهم في سعادة؟

أكيد لا!!

حسنا هنا المغزى، من هو الإنسان بعيدا عن تلك المسميات؟

الجواب صعب.

الإنسان في نظري هو علاقته مع الله، هو حبه لله، هو فهمه لحقيقة الدنيا ورسالته وإيمانه بخلافته بالأرض وكيف يجسدها.

ياسلاااام مفهوم لم يخطر على بالي.

الله أتاح لنا كل شيء وسخر لنا كل شيء، أرادنا أن نعبده ونستخلفه.
وترك لنا الخيار إما الرضا بالواقع وحسن الظن به. أو السخط الذي يرافقه سوء الظن به.
وأن أيا مانختاره نجده متاحا، هذا هو السر.
حينما قلت أنه لم يخلقنا ليعذبنا كان كذلك، لأن الله منحنا الإختيار وسنن الله لاتحابي أحدا.

السعة والضيق ليست في الأرض ولا في الكون من حولنا.
إنما في أنفسنا التي بين جنبينا، فإن اتسعت رأينا كل شيء رحبا منشرحا باسما.
وإن ضاقت علينا هذه النفس، ضاقت علينا الوسيعة بما رحبت، وتقلصت المساحات الفسيحة في أعيننا.
وما الحياة إلا منا وفينا، إن أحسننا الظن أحسننا لأنفسنا، وإن أسأناه فعلينا..

تعلمين أشعر أني بحاجة لخلوة مع نفسي أرتب أفكاري وأعيد النظر في مفاهيم كثيرة بحياتي.
كنت أفكر في كيفية مواساتك، فوجدت أني أحوج منك إليها.
شكرا كثيييرا لك.

لابأس لاعليك، سعيدة جدا من أجلك.

إذا لنا الاختيار!..

أم مريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى