همسات يمامة

شهر رمضان.. فلنعد التفكير!!

أهل علينا الضيف بعد شوق، أتانا ببركاته ونسائمه العطرة، فأبهج النفوس وأطمأنت القلوب وكلنا دعوات لله بأن يتقبله منا وأن تصيبنا بركاته.

و منذ أيام ونحن نتجهز لاستقباله بأحسن مايكون.

فنجهز المأكولات وأنواع الأطباق وأحلى الوصفات الجديدة وأشهى الحلويات هذا كله لشهر الصيام!!

للأسف كان ذلك بغير مايليق به.

ولم نتساءل يوما ترى ماهذا التناقض؟!

فارتبط الصوم بمائدة رمضان! فإذا بها عادة تأصلت في النفوس وصعب انتزاعها.

وزادت عليه إعلانات رمضان، ومواقع التواصل الإجتماعي في عرضها والترويج لها. وكأن الجميع اتفق على قلب الموازين!

نفسية الإنسان هشة إذا لم نهذبها خصوصا حينما تحرم، وهذا ما يحدث أثناء الصيام، وهو ما ساعد المروجين للمأكولات.
في حين أن الله شرع الصوم لتهذيب النفس وتزكيتها، لنرقى بها روحيا ونفسيا وصحيا.

هو شهر العبادة والعبادة لا تتناقض مع الأكل، لكننا نحتاج للقليل منه فقط! بقدر مايقيم الإنسان صلبه.

فبدل أن يستنفر الجسد كله لمنح السيدة معدة المساحة لتعمل فتستنفذ كل الجهد والوقت للهضم؛ نستغله للعقل والروح والذاكرة، فنستذكر آيات الله ونتأملها ونختلي بالله بعيدا عن المغص وخمول الجسد المرهق!

حينما نفهم أن جسدنا بحاجة للراحة ليجدد خلاياه و يعمل على تنظيف أجهزته حتى تعود للعمل بوتيرة أفضل، فسنساعده على ذلك.

لو صمنا حق الصيام للاحظنا صفاءً في نظرنا وبشرتنا ولأحسسنا بالنشاط، وتحسنت الذاكرة و زاد التركيز. ولشعرنا بعمق العبادة واستمتعنا بالقرب من الله.

ومن الجميل لو أن كل من جرب حمية رمضانية ووجد نتيجة وفرقا أن يشارك غيره ويحفزه حتى تتأصل فينا هذه العادة، بدل ما وجدنا عليه آباءنا وزدنا عليه.

في رمضان الأحرى بنا أن نتعلم البساطة في كل شيء؛ سوى العبادة فيجب أن تكون فخمة فالأجر فيها مضاعف وهي وقودنا طول السنة، علينا أن نعيد الأمور إلى نصابها.

على كل واحد منا أن يعي المغزى من رمضان ويتخذه حافزا للتغيير ففيه معية الله، فنتبنى تغيير عادة كل مرة إلى أن نصل إلى مانصبو إليه في حياتنا.

رمضان مدرسة للصبر والتعلم فلنحاول أن لا نجرده من مغزاه بسبب اتباع عادات تأصلت وتجذرت، واتباعا لنمط سائد مروج له أساء لنا ولصحتنا وحياتنا.

فلنعد التفكير!!

أم مريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى