تأملات وأفكارمقالات

ذكرى وفاة صاحب الأفضال والأعمال والخلال.. الشّيخ عدّون

تحلّ اليوم الذّكرى العشرون لرَجُلٍ نَعَتَهُ أقرانُه بأنّه إخلاصٌ يمشي على رجلين، وأنّه منبع التّضحيّة و الفداء وشراء النّفس في سبيل خدمة الدّين والمجتمع، وأنّه معدنُ التّطوير والتّجديد، وأنّه الكبير الذي بقي بعقله شابًّا إلى يوم وفاته؛ يفكّر ويدبّر وينظّر ويسيّر.. ويوجّه ويشجّع، ويدفع بالحياة إلى مسايرة مسار التّجدّد، بشعار الأصالة و المعاصرة واستشراف المستقبل، وبنيّة بناء الفرد ليخوض معترك الحياة بقوّة وثقة بالنّفس..

وأنّه صاحب التّشجيع غير المحدود للمبادرات البنّاءة، وأنّه صاحب الحبّ الصّادق لكلّ النّاس، خاصّة لطلبته.

وأنّه صاحب العمل الدّؤوب، الذي لا يعرف الانقطاع، ولا يقترب من حماه الكلل والملل والسّأم، ولا يقتحم مجاله فتور الهمم وضعف القيم.

وأنّه صاحب المسؤوليّات الكثيرة الكبيرة، التي تثقل الكاهل وترهق العامل، وهو كان لها الحامل، من دون تقاعس.. فجنى المجتمع منها كثير نفائس..

على العموم هو صاحب أعمال كبيرة، وأفضال كثيرة، وخلال عديدة وشمائل متعدّدة..

إنّه معلّمنا ومربّينا وملهمنا، الشّيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشّيخ عدّون). الذي وافاه أجله يوم الثّلاثاء: 19 من رمضان 1425ه. رحمه الله وتقبّل منه أعماله الصّالحة وأسكنه فسيح جنّاته. ووفّقنا للإفادة من مسيرته الحافلة الغنيّة؛ لتنظيم شؤون حياتنا على أسس متينة، وقواعد راسخة، نأخذها من حياة شيخنا الكبير الكريم.

ما يؤسف له أنّه بقي في طيّ النّسيان، لم يعرّف به للأجيال التي لم تدركه، لم تعرض أعماله، لم تقدّم إسهاماته، لم تحلّل شخصيّته، لم تنشر آثاره.. نرجو أن يتدارك الأمر قريبا إن شاء الله. وهو الهادي والموفّق.

القرارة يوم الجمعة: 19 من رمضان 1445ه

29 من مارس 2024م

تلميذ الشيخ عدّون: محمد بن قاسم ناصر بوحجام

—————————————-

تطالعون في هذا المقال خصال الرجل وحياته …

1- الشيخ عدون في سطور

2- الشيخ عدُّون الأستاذ المربي

3- آخر ما قاله الشيخ عدون


بسم الله الرحمن الرحيم

ومن كان يظن أنَّ الشيخ عدون ستطاله ثقافة النسيان؟

الفاضل الكريم، الدكتور محمد ناصر بوحجام… السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته… من جامع السلطان قابوس بعُمان، لك مني ألف سلام…

مقالك أستاذَنا عن الشيخ عدون حرك فيَ الأشجان، وساقني عنوة إلى الشجون… ولقد أثبتَّ فيه أن “ثقافة النسيان” متجذرة فينا… وإلا من كان يظن أن ينسى الأب الحاني، والمعلم الخريت، والمرشد الحكيم…؟!

من كان يظن أن ينسى الشيخ عدون وطلبته وتلاميذه … من ذوي العلم والمكانة، والمال والوجاهة، والرأي والنفوذ… لا يزالون يرتعون تحت الظلال الوارفة للشجر الذي زرعه وسقاه بكلتا يديه؟

ألم تقل أستاذي الدكتور بوحجام في ذيل مقالك، والملح في الحلق يحرقه، ونحن صيام: “ما يؤسف له أنّه بقي في طيّ النّسيان، لم يعرّف به للأجيال التي لم تدركه، لم تعرض أعماله، لم تقدّم إسهاماته، لم تحلّل شخصيّته، لم تنشر آثاره.. نرجو أن يتدارك الأمر قريبا إن شاء الله. وهو الهادي والموفّق” (ذكرى وفاة صاحب الأفضال والأعمال والخلال).

أستاذي، صدقني:

أنا متحير: هل ألوم؟ ومن ألوم؟

هل أشفق؟ على من أشفق؟

هل أنذُر للرحمن صوما كفعل نبي الله زكريا عليه السلام؟

ولكن، هل يجوز الصمت أوان الكلام، وتأخير البيان عن وقت الحاجة؟

قرأت مرة هذه العبارة:‏ “لو يعلم العبد مدى سرعة نسيان الناس له بعد موته ما سعى لإرضاء أحد سوى الله”… وتذكرتها اليوم… لأني على يقين أنَّ والدنا الروحي الشيخ عدون لم يكن يعنيه إرضاءُ الناس… ولكن رضا الله وحده، كان بين عينيه، واستقرَّ في بؤبؤ قلبه…

ولكي نعزي أنفسنا ونواسيها نقول:

“لا يضيرك أبانا إن نسيك الأبناء، فاصفح عنهم كصفح يعقوب عن أبنائه… ولو أنهم ذكروك لكان ذكرك مزيد تشريف لهم لا لك… فنم قرير العين معلمنا الناصح الأمين …”.

نم هنيًّا كما نام الفتية في الكهف، وقد “قاموا وقالوا”، كما “قمت وقلت”:

عينُ الله ترعاك،

وحبُّ الخير وطاؤك…

ونفع الخلق غطاؤك…

والإخلاص وسادك..

أمَّا رضا الله تعالى فهو بحول الله ثوابك وجزاؤك…

لك منا ألف سلام وسلام… وقد انسلخ من الزمن عشرون حجة من يوم ناداك الله إلى جواره، فتركتنا يتامى لا لنا بل علينا…

وإنا بك شيخَنا وبمن نسينا من آبائنا أمثالك لاحقون…

فاللهم ألحقنا بالصالحين… واغفر لنا تقصيرنا يا رحمن يا رحيم…

آمين… آمين

د. محمد موسى باباعمي

ظهر العشرين من رمضان، 1445ه/ الثلاثين من مارس 2024م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى