همسات يمامة

سهرة رمضانية

اتفقنا في احدى ليالي رمضان أن نتخلى عن هواتفنا الذكية ونكتفي بأنفسنا حول مائدة الشاي نحكي ونتسامر ونتذكر الأيام الخوالي حين كانت تجمعنا مسلسلات سهرات رمضان التي تعيدنا لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والتابعين..

وقارنناها بما نعيشه اليوم وما يعيشه أبناؤنا وما سيكون عليه حال أحفادنا لاحقا..
في وقت كنا نقول عن التلفزة “فراقة الجماعة” يبدو الآن أنها كانت تجمعنا أكثر مما تفرقنا!

ظهور التكنولوجيا في حياتنا واندماجها معنا يحمل الكثير في طياته.
قال أحدنا بحكم عملي فإنها قد ساعدتني كثيرا.

فعلا هي تساعد كثيرا تختصر الوقت والجهد، الزمان والمكان.

قال الآخر وأنا بحكم غربتي فقد جمعتني بأهلي و قربتنا من بعضنا كثيرا، حتى اننا لما نجتمع بعد غياب لا أشعر أني كنت في غربة، خصوصا أنهم يسعون لأكون حاضرا معهم ويشاركونني كل التفاصيل.
وقال آخر نعم و لقد تعرفت أيضا على الكثير من أفراد عائلتنا ونمط تفكيرهم وتوجهاتهم من خلالها.

فالمجموعات العائلية مفيدة جدا في تبادل الأفكار والمعارف، وكذا نقل الأخبار العائلية.

من بين الحاضرين من بدا عليه الإنزعاج فسألناه عن السبب فقال: “مسابقة كنت أنوي حضورها بإحدى المجموعات الخاصة”

فتبادلنا النظرات ترى أين يمكن تصنيف هذه الأخيرة!!
يبدو أننا قد حرمناه منها!
ترى أيهما أولى لقاؤنا أم المسابقة؟!

وهنا احتدم النقاش بين مؤيد ومعارض، فمنهم من اعتبرها حرية شخصية يحق لأي واحد اختيار طريقة سمره، ومنهم من رآها عدم تقدير ومساس بقيمة العائلة وتماسكها!

جميلة هي اللقاءات العائلية بأنسها ودفئها، بنظرات العيون والضحكات، بأصواتنا الحقيقية التي تجمعنا. و مهما كان الحنين إليها فلن يعوضه شيء غير الواقع.

كما أن التكنولوجيا أضفت على حياتنا جمالا وأنسا وقربا خصوصا لما كبرت العائلات وصار العالم أصغر واختار الناس تنوع البيئات و الغربة عن الأوطان. وجدناها خير أنيس ورفيق و غرفا تجمعنا بأحبابنا وتقربنا منهم.

مع ذلك علينا أن نوازن في تواصلنا بين من يعيشون معنا ومن هم بعيدون عنا حتى لا نظلم الأقربين بحجة انشغالنا بالأبعدين.

فلنكن أذكياء في تعاملنا مع التكنولوجيا فهي سلاح ذوحدين ان انتبهنا..

أم مريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى