
كتاب أنصح بقراءته: “سهمتي المزجاة” للأستاذ “محمَّد بن بكير أرشوم” (رحمه الله)، هذا الكتاب الذي إن صغُر حجمُه (14×21)، وقلَّت صفحاتُه (192) صفحة، إلاَّ أنَّ محتواه جدُّ قيِّمٍ ومتنوِّعٍ متعدِّد المواضيع؛ فبقراءته صفحة صفحة، والاطلاع على مواضيعه المعاصرة سيتعرَّف القارئ على مؤلِّفه “الشيخ محمَّد بن بكير أرشوم” كأنَّه لم يعرفه من قبل.
ما أن يفتح القارئ هذا الكتاب ويجد التقديم الرائع للأستاذ الدكتور: محمَّد بن قاسم ناصر بوحجَّام (حفظه الله)، والعرض الذي استعرض في أحد عشر صفحة (11) أهمَّ المواضيع التي تناولها الكاتب، بقراءة وافية وتحليل علميٍّ لمحتواه، عرَّفنا باهتمامات الشيخ محمَّد أرشوم في جهاده الدعوي، وآرائه الصريحة في كثير من القضايا المعاصرة خاصَّة، إضافة إلى اقتراحاته المتميِّزة لحلِّ الكثير من الإشكالات التي تعترض المسلم المعاصر في حياته اليومية.
لكيلا أفسد روعة الكتاب على القارئ، أدعو بصدق وإلحاح كلَّ المثقَّفين المهتمِّين بالثقافة الإسلامية، والعاملين في الميادين الدعوية، والتربوية، والتعليمية، والشرعية، و…
أنصح كلَّ هؤلاء بقراءة هذا الكتاب، ففيه اهتمام كبير من الشيخ محمَّد ارشوم بقضية الفتوى، فتحدَّث عنها في موضوعين: “الفتوى في مزاب واقعا وآفاقا”، و”ضوابط الإفتاء عند علماء مزاب”، وضمَّن الموضوعين آراء رشيدة وحكيمة استشرافية، وتوصيات مهمَّة جدًّا لمستقبل الفتوى في مزاب كما في الجزائر بصفة عامَّة.
كما استعرض في المؤلَّفات والمصادر الفقهية عند الاباضية بين القرنين السادس والعاشر هجري، وفيه سيتعرَّف القارئ على المؤلِّفين والفقهاء الإباضيين، والمصادر العلمية للثقافة والفكر الإباضيَين.
وفي الكتاب حوار علمي فقهيٌّ قيِّم بين “الشيخ محمَّد ارشوم” و”الشيخ أحمد بن حمد الخليلي” بعمان، حيث نظَّم اللقاء على شكل ندوة فقهية امتدادية لندوة البكري الفقهية التي تنعقد أسبوعيا بمدينة بريان بالجزائر، حضرها إلى جانب الشيخ أرشوم مسيِّر الندوة مشايخ وأساتذة من مزاب ومن عمان.
ومن المواضيع المهمَّة التي يحتويها هذا الكتاب: “تعليم البنت في مدارسنا بين الاستسلام والتحدِّي”، هذا الموضوع القديم الجديد، الذي يتجدَّد مع كلِّ جيل، واعتبر الموضوع “صرخة مدويَّة في الآذان تعقبُها يقظة وانتباهة … إلخ”.
وفي الكتاب مواضيع أخرى مهمَّة للغاية، أربأ عن أيِّ مثقَّف وناشط في الدعوة والتربية والمجتمع، ألاَّ يمنح بعض وقته لقراءة هذا الكتاب.
ولا أحنث إن أقسمت أنَّ الكتاب قيِّم جدًّا في محتواه، وفي لغته العربية الفصيحة السليمة، وفي أسلوبه السلس الجميل، مع ما يحمله من آراء وتوصيات نافعة لمستقبل المجتمع.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
الجزائر يوم: 05 أكتوبر 2024م