الشيخ الدكتور عمر لقمان في ذمة الله

إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم، ببالغ الحزن والأسى بلغنا اليوم الجمعة 18 مارس 2022 نعي وفاة الشيخ الدكتور عمر لقمان عضو حلقة العزابة في القرارة ورائد المخطوطات والتحقيق المعرفي، وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بالتعازي الخالصة لأهله وذويه، ولكل المجتمع والأمة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص السيرة الذاتية للشيخ الدكتور عمر لقمان رحمه الله
مولده ونشأته:
هو الشيخ عمر بن لقمان حمو بن عمر سليمان بوعصبانة، العالم النّبيه، والرحّالة الفقيه، والمربّي الحكيم، والمصلح الأصيل، والأديب الأريب، والمحقّق اللّبيب، والمجاهد المضحّي، والرّجل الوقور، المعروف بالشّيخ لقمان، الذي ينتسب إلى عشيرة البلات.
ولد الشيخ عمر لقمان، يوم 07 مارس 1942م، بالڤرارة، ولاية غرداية، حيث نشأ في عائلة محافظة، أبوه لقمان حمو بن عمر سليمان بوعصبانة، وأمه الفاضلة: سليمان زيتون عائشة بنت الحاج محمد.
المسار التعليمي:
أخذ الشيخ عمر لقمان رحمه الله مبادئ علمه في مسقط رأسه بمدرسة الحياة، ثم انتقل إلى معهد الحياة لإتمام المرحلتين المتوسطة الثانوية بالڤرارة، حتى تخرج في نفس المعهد سنة 1964م لينتقل بعدها إلى الجامعة لمواصلة الدراسات العليا.
عين الشيخ عمر لقمان عضوا لحلقة العزابة في نوفمبر 1990م، ليكون بذلك واعظا ومرشدا وخطيبا بالمسجد الكبير بالڤرارة.
ومن أهم الشهادات والمؤهلات العلمية التي تحصل عليها الشيخ عمر لقمان رحمه الله:
1/- درجة الليسانس تخصص تاريخ وجغرافيا 1972م.
2/- أكتوبر 1981م: دبلوم الدراسات الإسلامية – المعهد العالي للدراسات الإسلامية (مشرف جدا) القاهرة – جمهورية مصر. “عدل في الجزائر ب – DEA- الدراسات الإسلامية المعمقة”.
3/- 24/12/1992م تحصل على الماجستير من المعهد العالي لأصول الدين بالجزائر، جامعة خروبة – شعبة الحضارة الإسلامية بدرجة ( مشرف). الرسالة موسومة بــ: “معالم الحضارة الإسلامية بوارجلان من 296 هـ إلى 624هـ/ من 909 -1229م”
4/- دكتوراه علوم، في التاريخ– بتقدير (مشرف جدا، وتهنئة اللجنة وتوصية بالطبع) بتاريخ 07 جمادى الأولى 1427هـ /03/06/2006م في موضوع:
“مجموعة سير الوسياني: دراسة وتحقيق الجزء الأول، ضبط ومقارنة نصوص، الجزئين الثاني والثالث” من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة.
المسار المهني:
في سنة 1965م تولى الشيخ عمر لقمان رحمه الله مهمة التدريس في مدرسة الحياة بالبليدة، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة الحياة بالڤرارة وذلك من سنة 1966م إلى 1968م.
ثم أستاذا بالمعهد التكنولوجي (ورقلة) 1973م- 1977م.
وتولى مهمة التدريس في معهد الحياة بالڤرارة من سنة 1977م إلى 1992م وتخلل ذلك تعليم سنة واحدة بالمدرسة القرآنية “الفتح” ـ بليبيا.1979م.
كما أنه ساهم في التدريس بمعهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد بسلطنة عمان وكان ذلك مابين سنة 1993م إلى غاية سنة 1998م.
وفي سنة 1999م رجع الشيخ عمر لقمان رحمه الله إلى الجزائر،كأستاذ بجامعة وهران في كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية إلى غاية 2011م. ثم عاد مرة أخرى إلى سلطنة عمان كأستاذ بجامعة نزوى سنة 2011م.
جولاته العلمية:
بعد كل هذه المراحل العلمية الحافلة بالإخلاص والتفاني، أبى الشيخ عمر لقمان إلا أن يتفرغ للبحث العلمي وبخاصة في مجال المخطوطات والتأليفات، وكان ذلك من آخر محطات حياته المباركة، حيث عين رئيسا لمشروع المخطوطات العمانية والمغاربية بجامعة نزوى من 2012- 2018م.
يلقّب الشيخ عمر لقمان بــ”ابن بطوطة” لكثرة رحلاته العلمية المتعددة والمختلفة، فقد صال وجال العالم شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، للبحث والتنقيب عن التراث والمخطوطات التي تهتم بالدين الإسلامي، وبخاصة المذهب الإباضي وللتحقيق فيها، ومن أهم الدول والمكتبات التي قام بزيارتها:
1/ قارة إفريقيا: الجمهورية الجزائرية: مكتبات بالشرق والغرب والشمال والجنوب (طريق القوافل الصحراوية). الجمهورية التونسية: العاصمة تونس، جربة، الجريد: (توزر، نفطة، قفصة، القيروان، قابس). المغرب الأقصى: خزانة القرويين بفاس، المكتبة الوطنية، بالرباط، مكتبة الزاوية الناصرية بتمقروت. جمهورية ليبيا: طرابلس (مركز الليبين)، (مكتبة الشيخ أحمد مسعود الفساطوي). جمهورية مصر العربية: القاهرة (مكتبة باب الخلق) (مكتبة الهيئة العامة للكتاب) جناح المخطوطات، (مكتبة الشيخ أبي إسحاق أطفيش بالمطرية) (مكتبة الجامعة، مكتبة المصطفى). مالي : تنبكتو، (مكتبة أحمد بابا التنبكتي). باماكو، (مكتبات خاصة). تانزانيا: زنجبار، دار السلام، بمبا (الجزيرة الخضراء) طانقا. كينيا: مكتبات ممباسا، ومالندي، ولامو، باتي.سيوو.
2/ قارة آسيا: تشكوسلوفاكيا: مكتية براغ. روسيا: لفوف، موسكو، سانت بطرسبرغ بولونيا: (كراكوفيا، فرسوفيا). بيدغوشت، بوزنان،كورنيك. بياستوف. سلطنة عمان: أغلب مكتباتها (خلال فترات الإقامة بها) الأردن: مكتبات الجامعات الأردنية. عمَّان، مؤتة. السعودية: مكتبة: (مسجد الحرم المكي)، (مكتبة مسجد الحرم المدني). الصين: مكتبة جامع كانتون أو ـ غوانتزو ـ حيث نشر العمانيون الإسلام. ماليزيا: كوالالامبور، مكتبة الجامعة العالمية الإسلامية، ومكتبة الدكتور البولوني المسلم عطاء الله بوغدان. في مكتبه بالجامعة ومكتبة قسم الحضارة الإسلامية.
3/ قارة أوربا: فرنسا: باريس: المكتبة الوطنية، مكتبة جامعة السوربون، المكتبة الجامعية للغات والحضارات bulac بولاك، وأرشيف إكس إم بروفانس، دومين دي توريت لللآباء البيض المسنين. ألمانيا: المكتبة الوطنية برلين. مكتبة ألبرتينا ليبزغ. بريطانبا: لندن، المكتبة البريطانية British library، ومركز الفرقان لأحمد زكي يماني بومبلدون، (به أدلة المخطوطات لأكثر من تسعين دولة). إسبانيا: زيارة الأندلس – (قرطبة، إشبيلية، غرناطة، برشلونة، لقنت).
4/ قارة أمريكا: مراكز مالقا: (ومتاحف وأماكن المخطوطات على طول الطريق من كوالا لامبور إلى مالكا) أمريكا الشمالية. مكتبة جامعة برينستون، مكتبة الكونغرس الأمريكي، مكتبة أميش، مكتبة المركز الإسلامي كندا: مكتبة جامعة ماكغي بمونتريال.

نشاطه الفكري والاجتماعي:
كان الشيخ عمر لقمان رحمه الله، عضوا فعالا في المجتمع، حيث كانت أنشطته التربوية والعلمية متنوعة ما بين المقروءة والمرئية والسمعية ومن أهمها: دورس وعظية بالمساجد. محاضرات في ملتقيات، مغاربية، وطنية. مواضيع مكتوبة في المجلات والكتب، ومن أهمها: مجلة الحياة -بالقرارة- كتاب: معالم الحضارة الإسلامية بورجلان – طبع -. كتاب: سير الوسياني، دراسة وتحقيق – طبع -. ديوان شعر – مخطوط -. تحقيق مخطوط روايات الأشياخ، أشياخ جبل نفوسة الشهير: بسير البغطوري. إشراف على ضبط كتاب: “تخليص العاني من ربقة جهل المعاني” للشيخ أطفيش بتكليف من سماحة مفتي السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله.
ومن أهم اللقاءات على المستوى المحلي والوطني والدولي، نذكر على سبيل المثال: لقاءات وحوارات في قنوات عربية بلندن (قناة المستقلة وقناة الحوار) لقاءات إذاعية: سلطنة عمان. لقاءات في تلفزيون الجزائر، أدرار، ورقلة، بشار، تندوف، الجزائر العاصمة. تسجيل لقاءات سمعية وسمعية بصرية مع المشايخ: الشيخ عدون رئيس مجلس العزابة رحمه الله. لقاء مع الشيخ عبد الرحمن بكلي رحمه الله. مهرجان ختم كتاب الله للشيخ بيوض رحمه الله. تنظيم الملتقى الدولي بتلمسان مع ثلة من الدكاترة. بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.
وفاته:
انتقل الشيخ عمر بن لقمان حمو سليمان بوعصبانة إلى جوار ربه يوم الجمعة 15 شعبان 1443هـ / 18 مارس 2022م، فكان خير خلف لخير سلف، بعدما أفنى زهرة عمره لنيلِ تلك المكرمات، ونذر شبابه وكهولته وشيخوخته لتلك الدّرجات؛ فنال بها أعلى المراتب والمقامات، واستحقّ بجدارةٍ لقب: (ابن بطّوطة الجزائر، وأمير المخطوطات).
المصدر: عن ابنه إبراهيم