أحباب رحلوا عناشخصيات خالدة

الأستاذ أيوب بن محمد الشيخ بالحاج في ذمة الله

ببالغ الحزن والأسى بلغنا اليوم الخميس 11 رجب 1444هـ الموافق 02 فيفري 2023م نعي وفاة الفاضل أيوب بن محمد الشيخ بالحاج، بمستشفى عين طاية بضواحي الجزائر العاصمة، وهو من رجال القرارة الكرام، قضى حياته مجاهدا في المجتمع مدرسا وتاجرا وساعيا في ميادين الخير.

بهذه المناسبة الأليمة نتقدم بالتعازي الخالصة لأهله وذويه، وللقرارة كلها، ونسأل الله له الرحمة والجنة الخالدة، إنا لله وإنا إليه راجعون.

سيرة ذاتية مختصرة للمرحوم بقلم ابنه نصر الدين

هو أيوب بن محمد بن الحاج بكير بن الحاج محمد بن الحاج قاسم بن الشيخ بالحاج.

وأمه، جهلان فافة بنت سعيد بن عمر.

ولد في 24 نوفمبر 1946م، بالقرارة.

درس في مسقط رأسه، بمدرسة الحياة ثم معهد الحياة، إلى غاية الثالثة ثانوي.

دخل مدرسة للصحة العمومية ليتأهّل ممرضا، إلا أنه لم يتأقلم مع التجربة.

في سنة 1968م، التحق بسلك التربية والتعليم، معلما في ابتدائية بمدينة سيدي خالد (في ولاية سيدي بلعباس حاليا).

في سنة 1974م، انتقل إلى مسقط رأسه معلما في ابتدائية العربي التبسي، ثم في متوسطة ابن خلدون، أستاذا للغة الفرنسية.

في ديسمبر 1979م، انتخب عضوا في المجلس الشعبي البلدي لبلدية القرارة، برئاسة السيد فخار الحاج بن عيسى، إلى غاية ديسمبر 1984م.

في سنة 1982م، انقطع عن التدريس، فاحترف مهنة الكهرباء المعمارية، على يد السيد الشيخ بالحاج أحمد بن محمد باشعادل، فأتقنها على دقتها وخطرها، وكان له فيها باع طويل.

ليمارس التجارة، فكان من أوائل من اختص في بيع معدات الكهرباء، رفقة شريكه الوفي شريفي إبراهيم بن محمد، ليوَسعا نشاطهما إلى مقاولة لأشغال الكهرباء المختلفة.

بالموازاة، ناضل ضمن حزب جبهة التحرير الوطني، وعضو مكتب قسمتها، ومندوب عنها في المؤتمر الوطني، وأمين بلدي لمنظمة الاتحاد العام للتجار والحرفيين، وعضو مكتبها الولائي لولاية غرداية، الفتية حينها (بعد سنة 1984م).

من باعثي نظام اليقظة في البلدة، بمعية ثلة كهول وشبان.

عضو جمعية شباب عشيرته؛ آت جهلان، منذ شبابه.

في سنة 1990م، انتقل إلى الجزائر العاصمة لممارسة التجارة ببلدية الحراش.

بالموازاة، اختير عضوا في جمعية الشيخ اطفيش، التي تتخذ من مدرسة الشيخ اطفيش بوسط الحراش مقرا، ثم مركب العالية بالجزائر العاصمة لاحقا[2].

وعضو في مكتب العشيرة بالجزائر العاصمة، ومنها كان يواظب على جلسات إدارة العشيرة في القرارة، كلما حلّ بها، أو كُلف من مكتب العاصمة.

في ماي 2007م، ابتّلي بالشلل النصفي، رغم ذلك بقي مواظبا على وظائفه ومهامه، بما فيها سياقة السيارة، إلا أنه بمرور العقد، بدأ المرض يتمكّن ويقوى، إلى أن أقعده وألزمه الفراش، محتسبا أمره إلى خالقه.

توفي يوم الخميس 11 رجب 1444هـ / 02 فيفري 2023م، بمستشفى عين طاية بضواحي الجزائر العاصمة، ودفن في مسقط رأسه بعد يوم الجمعة.

تلميذ نجيب وطالب أريب. عُرف بالتقوى والصلاح. بار بوالديه، كان لهما مطواعا ولطلبهما منصاعا، فحاز رضاهما. تنقل في مشوار عمره من مبرة إلى أخرى، فاكتسب محبة الله التي أكسبته محبة الناس. ذو غيرة كبيرة وعزيمة جديرة في القيام بمصالح الغير. شغوف بالسفر والمغامرة منذ صباه، جاب الوطن في شبابه بالدراجة النارية على غير ما ألف الناس[3].

تغمده الله برحمته الواسعة.

_______________________

[1] قبل أسابيع من ولادته، أوصى والده بتسجيله باسم “أيوب” في الحالة المدنية، وغادر إلى الجزائر العاصمة لعمله كالمعتاد. إلا أن الجدّ الحاج بكير، ويبدو بعد تردّد من محيطه، لم يستسغ الاسم، فسجّله باسم “عمر”، ولما عاد الوالد محمد بعد شهور، كحالة الآباء المتغربين للعمل، لم يرد أن يغيّر التسمية احتراما لقرار الجدّ، فحمل الابن تسمية “عمر” وعاش بها تلميذا وطالبا، إلى غاية 1971م، استأذن الابن الوالد في تعديل التسمية، بعد وفاة الجدّ بسنوات، فترك له الخيار، فاستصدر الابن حكما قضائيا في 3 جوان 1971م بتغيير اسمه، فحمل اسم “أيوب”، فكان أول من سُمّي بهذا الاسم في مدينة القرارة لعقود، فتميّز به واشتهر بين الناس.

[2] تشرف الجمعية على شؤون المزابيين في العاصمة وما جاورها، من تأطير نشاط المصليات، وتمويل المدارس القرآنية، ورعاية الأوقاف، وتنظيم الملتقيات، وفض المنازعات، وفك الشراكات، وتقويم التركات، ومهام خيرية عديدة أخرى. وقد أسندت هذه المهام حاليا لهيئات أخرى متخصصة.

[3] صفاته وسماته، جمعها وعدّدها الشيخ عيسى بن محمد الشيخ بالحاج، عضو حلقة العزابة بالقرارة، في كلمة تعزية منشورة ومتداولة، إلى أسرة المرحوم ومعاشريه (بتصرف).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى