تقارير

إدارة “معهد المناهج” تختتم جولتها عبر ولايات الجزائر

manahh

اختتمت يوم الأربعاء 19 مارس 2014 جولة إدارة معهد المناهج إلى بعض ولايات الوطن والتي سطر لها الهدف الرئيس أن تكون لتفقد الأحبة وتحقيق مبدأ السير في الأرض.

فقد قال الشاعر الحكيم:

سافر ففي الأسفار خمس فوائـد:”تفريج هم واكتساب معيشةٍ وعلم، وآداب وصحبة ماجد” – الإمام الشافعي.

كانت الجولة فرصة لإدارة المعهد للتقرب من الطلبة والاستماع إلى ملاحظاتهم ونقدهم من أجل التطوير والتحسين، وكانت أيضا مناسبة لزيارة الطلبة في مناطق سكناهم، وقد عبر الطلبة عن امتنانهم لهذه الخطوة من معهد المناهج لأنهم تعودوا أن الطالب هو الذي يتوجه إلى الإدارة وليس العكس، حسب تعبيرهم.

ومما يمكن أن نستخلصه من هذه الجولة:

بركة الزيارة في الله:

كان هدف الجولة في المقام الأول هو زيارة إخوة في الله؛ زيارة أردنا من خلالها أن نتنسّم بركات الملائكة السبعين ألف التي ستصحب أي مسلم نوى الزيارة في الله. وقد كان من بركات هذه الجولة أنه لم يسجل أي حادث أو عقبة تحول دون تحقيق أهداف الجولة ولله الحمد.

العلم رحم بين أهله: 

لم تجمعنا في هذه الزيارة مع إخواننا الطلبة لا مصلحة مادية ولا انتماء جهوي، بل ما جمعنا هو العلم الذي نعتز أن نكون خدامه. فللعلم بركته حتى “إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع”. فدخولنا للولايات التي يقطن بها الطلبة كان يصحبه إحساس بأننا أبناء هذه المنطقة، لسبب نفسي وهو لأننا نحس أنا لدينا أهلا فيها.

كرم الإنسان الجزائري: 

كانت الرحلة بالنسبة لي تصحيحا للصورة التي رُسمت عن الإنسان الجزائري والتي قد تكون شُوّهت ببعض التصرفات الشاذة التي لا يصلح أن تكون قاعدة. فالانسان الجزائري لا يزال يتصف بالكرم. فالحق يقال إن الطلبة الذين زرناهم بمجرد علمهم أننا لن نبقى طويلا أو أنه لا يمكننا زيارتهم في بيوتهم، نسمع منهم أشد العتاب: كيف أننا نزورهم في منطقتهم ولا نزورهم في بيوتهم.

التنوع البيئي يحتاج إلى مواكبة من حيث الخدمات: 

تجوالنا في هذه الولايات سمح لنا بالوقوف على مدى ما تزخر به الجزائر من تنوع في المجال البيئي مما يجعلها بحق جنة الله في الأرض، ويجعلها قبلة للسواح، هذا التنوع يحتاج إلى رعاية وحسن تسيير حتى يستفيد منه أبناء الوطن الذين يعانون في بعض الأحيان لإيجاد المكان المناسب للترفيه ويعانون من الاكتظاظ إن وجدوه.

الثراء الثقافي:

من نعم الله علينا كجزائريين أن حبانا بمزيج ثقافي ثري من حيث العادات والتقاليد ومن حيث اللهجات المستعملة، فكل منطقة تتميز بعادات وتقاليد في غالبيتها لها جذور إسلامية.

الإحساس بالجهد الذي كان يقوم به الطالب للوصول إلى العاصمة والدراسة: 

سمحت لنا هذه الجولة بزيارة الطلبة في أماكن إقامتهم، وسمحت لنا بالوقوف على الجهد الذي كان يبذله الطلبة من أجل المداومة على الحصص الدراسية التي كانت مبرمجة مرتان في الشهر ولمدة 9 أشهر، حيث كان من الطلبة من يقضي17 ساعة في الطريق من أجل دراسة يوم ثم العودة في نهاية اليوم. عزيمة كان علينا أن نثمنها، وأن نشد عليها حتى تؤتي أكلها بحوثا جادة تفيد الأمة الإسلامية.

عودة إلى الجدية بعد فتور:

طول النفس الذي كان على الطلبة التحلي به في فترة الدراسة الحضورية، أنهك البعض منهم بعد اجتيازهم هذه المرحلة، وجعل بعضهم يفكر في التوقف عن مواصلة الدراسة، لكن هذه الزيارة جددت العزم على تتمة الطريق، ذلك لأنهم أحسوا بأن جهدهم هو خدمة للأمة الإسلامية بل وللإنسانية جمعاء.

أرقام حول الجولة: 

• دامت الجولة 15 يوما.

• تم قطع مسافة 6222 كم.

• تمت زيارة 19 ولاية: برج بوعريريج، سطيف، قسنطينة، سكيكدة، عنابة، قالمة، عين مليلة، باتنة، بسكرة، تقرت، الوادي، ورقلة، الأغواط، الجلفة، أدرار، تلمسان، مستغانم، تيارت، تيسمسيلت.

• أقصرمدة لقاء كانت 30 دقيقة وأطولها ساعة ونصف.

بعد هذا المختصر الذي لا يعطي الصورة الحقيقية لما عشناه في جولتنا هذه، لزام علينا أن نقول أننا بحاجة إلى مثل هذه الجولات واللقاءات، لأنها هي التي ستزيد في التحام الشعب الجزائري وهي الترياق الذي سيدرء عنه أسباب الشقاق. وبها نستطيع أن نفهم مغزى الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات:13).

جابر ناصر بوحجام

المصدر: فييكوس نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى