مناسبة الزيارة السنوية بغرداية حدث اجتماعي بقيادة حلقة العزابة

أقيمت يوم الجمعة 25 شعبان 1444هـ الموافق 17 مارس 2023 مناسبة الزيارة السنوية تحت رعاية وإشراف حلقة العزابة الموقرة للمسجد العتيق تغردايت، وهو حدث تاريخي عام يتجدد كل عام.
تعتبر الزيارة مناسبة اجتماعية تربط الحاضر بالماضي وتؤصل المسار وترسخ معالم المسيرة التي أسسها السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، فهي تجمع أبناء المجتمع من عزابة وإروان وطلبة وإمصوردان وحتى الأطفال الصغار في يوم معلوم خلال فصل الربيع للدعاء والتضرع إلى الله تعالى، واستذكار تضحيات الأجداد في عمارة الوطن ورفع كلمة الله تعالى.
تنطلق فعاليات الزيارة صبيحة يوم الجمعة بالتجمع في منطقة سالموعيسى بمجرى واد مزاب، ويتقدم العزابة الجموع الحاضرة في المسيرة مرددين (باسم الله يا الله يا رحمن.. يا رحيم يا الله ارحمنا)، متنقلين بين مقامات المشايخ والصالحين الذين تركوا بصماتهم في ربوع الوطن في مختلف مجالات الحياة -المسجد، التعليم، الفلاحة، العمارة وغير ذلك-، ويتم تقديم نبذة تعريفية مختصرة عند كل مقام مع التركيز على العبر والقيم الاجتماعية التي تُستخلص من حياة ذلك العَلم.
تستمر الزيارة إلى وقت صلاة الجمعة، ويلتئم الجمع مرة أخرى بعد الصلاة في محضرة مقبرة الشيخ امي سعيد لتناول التمر والحليب.
وبعد صلاة العصر يُستقبل الأطفال دون سن البلوغ ممن وصلوا في حفظ القرآن إلى سورة الملك، ويجتمعون في مجلس خاص للتلاوة رفقة العزابة وإروان، مما يعطيهم شعورا خاصا يمتزج بين استحضار هيبة العزابي وبين الفرحة التي تغمرهم وهم يحظون بهذا المجلس، وكل واحد منهم يحضر معه ما تيسر من المعروف (كسكس ولحم) أعدته له والدته وأهل بيته وكلهم فرحة وسرور بهذه المناسبة الملهمة التي يجتمع فيها أبناؤهم الصغار بالقيادة الروحية للمجتمع، وفي ذلك فوائد جمة أعظمها رسم القدوات الصالحة للأبناء ومخالطة الصالحين، والتعرف على تاريخ المنطقة وأعلامها، ليواصل الخلف مسيرة السلف الصالح.
يفترق الجمع قبيل صلاة المغرب بعد يوم كامل من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بصنوف الأدعية والابتهالات، وبزاد معرفي وهمة عالية وفخر كبير بالانتساب لهذا المجتمع الطاهر، وعزيمة صادقة لصون الأمانة ورعايتها وتبليغها للأجيال.
إن الزيارة محطة اجتماعية سنوية يتزود منها الفرد المزابي ويشحذ طاقته وعزيمته، ويجدد عهده على السّيْر وفق رسالة المجتمع التي أرسى معالمها السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
اللهم اجعلنا دعاة للخير والحق لا ضالين ولا مضلين، وارحم مشايخنا وأجدادنا ووفق أبناءنا لاتباع نهجهم واقتفاء آثارهم، وارحمنا جميعا يا أرحم الراحمين.
عن صفحة روائع الآثار – بتصرف –