ماذا بعد الكورونا؟
ستزول الأزمة ويأتي الفرج قريبا؛ وتعود الحياة إلى طبيعتها والأمور إلى مجاريها والبشرية إلى نشاطها وحيويتها..
لكن ماذا سيتغير؟
من كان في هذه الأزمة مستمثرا لأوقاته؛ مستغلا لمكوثه في المنزل، حريصا على تعلم لغة أو اكتساب مهارة أو الحصول على شهادة ودبلوم أو تجريب الطبخ وأمور المنزل؛ أو معاكسة الكتب والمقالات والروايات سيجد نفسه بعد الأزمة إنسانا ناضجا متفوقا على العديد من أترابه وأقرانه وستفتح الأبواب أمامه بقدر المهارات والخبرات التي اكتسبها في أوقات فراغه وساعات مكوثه بمنزله.
لقد جربت زحمة الأعمال وكثرة الإرهاق فوجدت الفراغ أصعب منها بكثير.
علي طنطاوي
أما من استغنى؛ وعن تعلمه واستزادته تلهى؛ ومن فرط في هذه الفترة المميزة؛ والساعات الطويلة؛ وكان مضيعا لها؛ متسكعا بين أزقة مدينته؛ وشوارع منصاته الإلكترونية؛ فستألف نفسه الركون إلى الراحة؛ والميل إلى الفشل والتراخي؛ وسيتجاوزه أقرانه؛ وسيخرج من هذه الأزمة بخفي حنين، وستكون وبالا عليه، وتبقى هذه الفترة ذكرى سيئة له في حياته؛ وحسرة في قبره وبعد مماته.
"إذا كان الشغل مجهدة؛ فإن الفراغ مفسدة" عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه).
أملنا كبير في أن نستغل هذه الظروف الطارئة أحسن استغلال؛ وأن نحول محنتنا إلى منحة؛ تزيد فينا ولا تنقص؛ وأن نظهر بعد الأزمة بمظهر الأبطال والمنتصرين؛ الذين لا تؤثر عليهم الظروف، بقدر ما يؤثرون عليها.
- فضلا سجل الدخول أو أنشئ حساب جديد لتتمكن من التعليق معنا
- 140 views
التعليقات