تقاريرشخصيات خالدة

تكريم وتأبينية المرحوم بكير باباعدون: مسيرة حياة مليئة بالعطاء والتفاني

في إطار احتفالية الذكرى الثامنة والستين لإضراب الثمانية أيام التاريخي، نظّم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين – الأمانة الولائية غرداية، بالتنسيق مع مديرية المجاهدين لولاية غرداية ومؤسسة “فداء الجزائر”، تكريمًا خاصًا للمرحوم بكير باباعدون، الذي ترك بصمة بارزة في ميدان العمل الاجتماعي، وكذلك في المجال النقابي والعقاري و الثقافي والتاريخي.

التكريم كان بحضور ابنه الاستاذ أمين وأفراد من عائلة الفقيد وجمع غفير من الشخصيات الرسمية والعرفية .

المرحوم بكير باباعدون، الذي وافته المنية في عام 2024، كان أحد الشخصيات البارزة في ولاية غرداية. نشأ في بلدة العطف، حيث زاول تعليمه الابتدائي في مدرسة إبراهيم بن مناد، ثم واصل دراسته في ثانوية مفدي زكرياء بغرداية، حيث تألق في مسيرته التعليمية. من أوائل إنجازاته الثقافية كانت كتابته للأنشودة الأمازيغية “تامورت ندزاير” التي فازت بالمرتبة الأولى في سنة 1985، لتكون بذلك إسهامه الأول في المجال الفني الذي يعكس حبّه لوطنه وثقافته.

واصل المرحوم مسيرته التعليمية ليحصل على شهادة في هندسة وتهيئة الطرائق من جامعة هواري بومدين – باب الزوار في الفترة ما بين 1986 و1992، ليبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة في مسيرته المهنية حيث عمل كأستاذ لتاريخ وجغرافيا في ثانوية مفدي زكرياء بغرداية في 1993، مما أتاح له نقل معرفته وخبراته إلى الأجيال الجديدة.

لم يكن عمله الأكاديمي سوى بداية لمسيرة مهنية متألقة في مجال الهندسة. في الفترة ما بين 1994 و1996، عمل كمهندس في مكتب الدراسات والتعمير “URBATIA”، ثم اجتاز الخدمة الوطنية في 1996 – 1998 بورقلة. لكن إنجازاته البارزة بدأت تظهر بوضوح عندما تولى إدارة الوكالة العقارية لبلدية العطف من 1998 حتى 2005، حيث قاد فريقه لإنجاز عدة مشاريع سكنية ناجحة، أبرزها 80 مسكنًا و150 مسكنًا بعمي حمو وقصر الحمريات.

استمر المرحوم في مسيرته الإدارية ليشغل منصب مدير الوكالة العقارية لبلدية غرداية من 2005 إلى 2006، ثم أصبح مديرًا عامًا لشركة “L’AFTPI” حيث أبدع في إنشاء مشاريع ترقوية خاصة، بما في ذلك مشروع “تيضفت” ومتابعة مشروع “تينعام” 600 مسكن ببنورة.

نشاطه البارز في اتحاد التجار

تميز المرحوم بنشاطه الكبير في الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين – UGCAA، حيث شغل منصب أمين ولائي للاتحاد بولاية غرداية. كان أحد أبرز الداعمين لتعزيز دور التجار في تطوير الاقتصاد المحلي والعمل على تحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. بفضل جهوده وجهود اطارات الاتحاد ، تم تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات التي هدفت إلى تمكين التجار والحرفيين ومساعدتهم على مواجهة التحديات، لا سيما خلال الفترات الاقتصادية الصعبة. كما ساهم في توحيد صفوف التجار ومشاركتهم الفاعلة في بناء الاقتصاد الوطني، انطلاقًا من إيمانه بدورهم المركزي في الجزائر الجديدة.

علاوة على مساهماته المهنية، كان المرحوم بكير باباعدون ناشطًا اجتماعيًا ، حيث كان عضوًا فعالًا في مختلف الهيئات العرفية لبلدة العطف تجنينت، وعُرف بأمانته وصدقه في العمل الاجتماعي. كما شغل عدة مناصب منها عضو في الفيدرالية الوطنية لأرباب العمل، ونائب مدير الفيدرالية الجزائرية للوكالات العقارية، بالإضافة إلى كونه مستشارًا بلجنة الطعون التابعة للضرائب في ولاية غرداية.

خلال تكريمه في الاحتفالية، تم تسليط الضوء على دوره الكبير في المجتمع ومن خلال أعماله المختلفة. كان المرحوم مثالًا حيًّا على التفاني في العمل والعطاء من أجل وطنه وأهله.

إن رحيل المرحوم بكير باباعدون شكل خسارة كبيرة على المستوى الشخصي والاجتماعي، إلا أن أعماله وإنجازاته ستظل حية في ذاكرة كل من عرفوه، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ ولاية غرداية كأحد الأعلام الذين أسهموا في بناء المجتمع الجزائري ورفعته.

بقلم : سليمان رمضان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى