تقاريرفعاليات المؤتمرات والملتقيات

ملتقى مئوية معهد الحياة.. قرن من التربية والتعليم

في مدينة القرارة بولاية غرداية، أُقيم ملتقى مئوية معهد الحياة من 28 إلى 30 ماي 2025، احتفاءً بمئوية تأسيس هذا الصرح في 21 مايو 1925، بمبادرة الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، وبمساهمة فعّالة من مساعده الشيخ سعيد بن بلحاج شريفي (عدون)، وقد بدأت الاستعدادات لهذه الذكرى منذ العام الماضي، من خلال ندوات تحضيرية ومعارض وثائقية نشرّت تاريخ المعهد وأدواره في الإصلاح والتربية.

افتتحت فعاليات الملتقى بحفل رسمي في ساحة المعهد، حضره وفد رفيع المستوى على رأسهم: وزير الدولة، عميد جامع الجزائر الأعظم الشيخ محمد مأمون القاسمي، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور مبروك زيد الخير، إلى جانب والي غرداية السيد عبد الله أبي نوار، بالإضافة إلى عدد من العلماء والمشايخ والمفكرين والطلبة وخريجي المعهد.

وخلال الجلسة الافتتاحية، نُظم معرض تاريخي ضم وثائق أرشيفية وصورًا ومخطوطات نادرة توثق المراحل الأولى لتأسيس المعهد من تدريس سري في منزل الشيخ بيوض، إلى مراحل التعليم المتوسط والثانوي والشرعي، وحتى توسع البرامج في عهد الاعتراف الرسمي بجمعية الحياة عام 1937.

شهدت الفعاليات تكريم أساتذة وعلماء وخريجي معهد الحياة ممن تميّزوا بمساهماتهم في التعليم والدعوة داخل الجزائر وخارجها.

توزعت فعاليات الملتقى على جلسات علمية حول منهجية التعليم في المعهد، ومسيره في مواجهة الحرب الفكرية التربوية خلال الاستعمار الفرنسي، وأنشطته الشبابية والثقافية، ومسيرات كشفية، وأمسيات إنشادية وتراثية، كما خصصت فقرة لأطفال وذوي الهمم، تأكيدًا على رسالة المعهد الشاملة.

ومن بين أبرز اللحظات الشاعرية قراءة النشيد الرسمي للمعهد بعنوان “يا معهدي”، من كلمات الشيخ صالح باجو، والذي صدح به الحاضرون تفاعلًا بكل فخر وانتماء.

اختتم الملتقى بإعلانات عن مشروعات مستقبلية تشمل: رقمنة الأرشيف، وإطلاق منصة تواصل خريجي المعهد داخل الوطن وخارجه، وتوقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات تربوية وبحثية، تأكيدًا على استمرارية رسالة المعهد في النهوض الثقافي والتربوي.

كان ملتقى المئوية أكثر من احتفال؛ إنه استحضار لمسيرة تأسيسية وطنية وثقافية امتدت عبر قرن من العطاء، ورسالة نحو مئة عام جديدة تتجدد فيها القيم: الدين، والأخلاق، والخدمة المجتمعية، بروح العلم والعمل، مواصلةً طريق الشيخين بيوض وعدون ورؤيتهما المباركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى