أحباب رحلوا عناشخصيات خالدة

تعزية الشيخ كرشوش سليمان رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ اُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ نحمده جلَّ وعلا أن جعل الأيام في هذه الدنيا دولا، وحدَّ للأنام في هذه الحياة أجلا، وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار لا يبغون عنها حولا، وتوعَّد الكافرين الذين يقترفون السيئات موعدا لن يجدوا من دونه موئلا، سبحانه القائل في محكم كلامه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمُ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ وأصلِّي وأسلِّم على من أزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلَّمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما، محمَّد بن عبد الله، حبيب الحقِّ، وصفيِّ الخلق القائل في جوامه كلمه: إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ. فاللهمَّ صلّ وسلّم على حبيك ما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله المطهرين الأخيار، وصحابته الخيرين الأبرار، وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم تشخص فيه الأبصار.

أيتها النفوس المطمئنة الحاشدة في هذا الجمع المبين، ويا أيتها القلوب الراضية بقضاء الله ربِّ العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صانكم الله تعالى من كلِّ بلية، ووقاكم من كلِّ رزية، ومتعكم في حياتكم بكلِّ سنية، وجعل جهادكم في سبيله إلى جنات النعيم مطية.

نلتقي بعيون دامعة في هذه الساعة المباركة من مساء يوم السبت 28 ذي الحجة 1434 هـ الموافق لـ 2 نوفمبر 2013 م، ونحتشد بقلوب ضارعة في ربوع هذا المكان المقدس الطاهر، في أحضان بيت من بيوت الله تعالى التي أمر أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ونجتمع بنفوس خاشعة في رحاب هذه المشكاة التي تحمل اسم النور لنقتبس من نور الخالق المعبود ما ينير لنا درب النجاة في اليوم الموعود، لتأبين الرجل الصالح والولي الفالح الشيخ سليمان بن باحمد بن الحاج بكير كرشوش، وتوديعه إلى مثواه الأخير، ومستقره الأثير حيث الأحبةُ محمدٌ و صحبُه ينعمون بجوار الرفيق الأعلى، ألحقني الله وإياكم بهم جميعا.

أيُّها السادة الأفاضل، لقد انتابت فقيدنا فترة من المرض والهرم كانت سببا في وفاته صابرًا، ومغادرته دار الفناء ظافرًا، ولحاقه بدار البقاء بعد عمر حافل بالمكرمات قارب التسعين، ودهر كامل بالمنجزات تقرُّ به عينه في عليين، قضى بياضه في ميدان التعلم والتحصيل فكان مثلا يحتذى للمتعلِّم الصبور، وأفنى سواده وبياضه في مضمار التعليم والتلقين فكان أسوة يقتفى للمعلِّم القدير، واكب خدمة الصالح العام طول حياته في ظروف صعبة قاسية، تحفُّها ويلات المستعمر، وضراوة الفاقة، ووخزات الجهالة، وطعنات الختالة، فصبر وصابر، وربط وثابر حتى أتاه اليقين، وإنَّه لمصاب بنا جلّ، وخطب علينا حلَّ، وإنَّه لمن البلية حقَّا أن تتوفى نفس مؤمنة، وأشدُّ من ذلك أن تكون النفس المؤمنة رجلا فالحا ومعلما ناصحا، ومحبا كالحا، وقف عمره كلَّه في سبيل تحفيظ النشء كتابَ الله، وتنشئة البنوَّة وفق شرع الله، وتهذيب النفوس على أخلاق الله، أجيالا من الطلبة متوالية، وأرتالا من الأساتذة متتالية، في أصعب الأوقات، وأشظف الأقوات، وأحلك الأزمات، وأوهن العزمات، مبتغيا بذلك الفوزَ بالجنان، والحظوةَ بالرضوان، ورضوان من الله أكبر. وأكاد أجزم أنَّ أغلب من في المحفل الآن قد كان لهم الوفي المتوفى أستاذا مباشرًا، أو غير مباشر بواسطة، وكفى بهذا فخرا وذكرا وأجرا، هذا وإذا كان سيقال يوم القيامة لصاحب القرآن اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِى الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا، فكيف بمن يقرؤها ويقرئها، وإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث، صدقة جارية، ولا أعظكم من صدقة القرآن، موعظة من ربِّكم وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، أو علم ينتفع به ولا أجلَّ من علم القرآن الذي هو أوَّل ما ينبغي أن يتعلَّم من علم الله هو، أو ولد صالح يدعو له ولا أفضل من أولاد صدورهم أوعية لكتاب الله، فإن لم نكن له جميعا أولادًا من نسب، فنحن له جميعا أولاد من سبب، وما أصدق الرسول الكريم إذ قال: خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه. وما هذا الحشد الماثل، ولا هذا الوفد الحافل، ولا هذا المشهد الهائل إلاَّ شهادات صدق عند الكبير المتعال، لجهاد الرجل الصبور، وألسنة الخلق أقلام الحق، وَمَا شَهِدْنـَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنـَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ

لقد آثر فقيدنا رحمه الله تعالى أن يطأ الجنة بعرجته كما وطئها قبلا الصحابي الجليل عمرو بن الجموح الذي جاء إلى رسول الله يوم أحد فقال: يا رسول الله: من قتل اليوم دخل الجنة؟ قال: نعم، قال: فوالذي نفسي بيده لا أرجع إلى أهلي حتى أدخل الجنة، فقال له عمر بن الخطاب: يا عمرو لا تأل على الله، فقال رسول الله : مهلا يا عمر فإنَّ منهم من لو أقسم على الله لأبرَّه منهم عمرو بن الجموح يخوض في الجنة بعرجته. كذلك أقسم شيخنا سليمان كرشوش بعد أن بترت قدمه الأولى ثم الثانية أن يكمل جهاده في تحفيظ النشء كتاب الله حتى يدخل الجنة رحاب الله، وكأني به يردّد قول الحبيب المصطفى لأصبعه لمَّا دميت في بعض المشاهد: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ، فها هو ذا فقيدنا دخل الجنة حبوًا لا عرجًا، ونرجو من الولي المنان أن يكون أبدله قدمين خالدتين وفاء لجهاده في سبيل كتابه، كما أبدل قبله سيدنا جعفر بن أبي طالب جناحين يطير بهما في الجنة وقد قطعتا في غزوة مؤتة وهو بجاهد في سبيل الدفاع عن دين الله، وبذلك أخبر رسول الله، هذا وإنَّ من خصائص الشيخ رحمه الله أنَّه عاش حينا من عمره في الدنيا وبعضه في الجنة، شأنه شأن سيدنا عمر بن الطفيل بن عامر الذي قطعت يده في حرب اليمامة، وكان ذات يوم مع الخليفة عمر بن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحَّى عمرو عنه فقال له عمر: ما لك؟ لعلَّك تنحَّيت لمكان يدك؟ قال: أجل، قال عمر: والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، فوالله ما في القوم أحد وبعضه في الجنة إلاَّ أنت.

أيها الاخوة الأفاضل لقد كان شيخنا سليمان كرشوش منبعَ الصبر، و ينبوعَ الصدق، ومعينَ الرضا، وبلسمَ الأذى، ورمزَ الفدا، ودليلَ الهدى، وكان المعزيَ عند حلول الكروب، والمسليَ عند نزول الخطوب، والمؤنسَ عند وحشة القلوب، فلو قدِّر له أن يبعث ليعزي نفسه اليوم لما عزاها إلا بقوله محتسبا: إنا لله و إنا إليه راجعون. وإنَّ رحيل الشيخ الكريم عنا كان أمرا مختوما، وقدرا محتوما، غير أنَّا لا نراه قد فارقنا إلاَّ بجسده لا بحدثه، وبشبحه لا بروحه، لقد ترك فينا وفيكم سنيَّ خلاله، ورضيَّ خصاله، وجنيَّ فعاله، وهذا الذي يعزِّيه فينا، ولا يرضيه منَّا إلا أن نكون من بعده على سوي صراطه مهتدين، ولآثاره مقتفين، ولذكره صادقين.

ما عاش من عاش مذموما خصائله و لم يمت من يرى بالخير مذكورا

فيا أهل الفقيد وكلُّنا أهله، لتكن لنا ولكم في رسول الله، أسوة حسنة في وفاة أعز أهله وصحبه، لقد صبر واصطبر ابتغاء وجه الله، مسليا نفسه بالسعادة معهم في دار الخلد بجوار الله، فثقوا أعزاءنا الأفاضل بأنا و إياكم على خطى الدرب سائرون، وإلى نفس المعاد صائرون، فعزاؤنا فيكم أنَّكم أهل العزاء، دأبنا فيكم أنَّكم أهل الوفاء، و ديددننا فيكم أنكم أهل الولاء، فطيبوا نفسا، وقَرُّوا عينا، فالمولى جل في علاه يحرصكم، وعلى عينه يصنعكم، وحسبنا لكم عزاء مقولة المولى الكريم وَلاَ تَحْسِبَنَّ الذِينَ قُتِلُواْ فيِ سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاَم بَلَ اَحْيَآءٌ عِندَ رَبـِّهِمْ يُرْزَقُون فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمُ, أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُومِنِين

أيها الاخوة الأفاضل، لن نستطيع في هذه العجالة أن نرثي الفقيد بما هو أهل له، ولا نودُّ أن نبخس الرجل حقه فيها أمجاده و أفضاله، وإن هي إلاَّ محطَّات جليلة، وومضات قليلة نَلفِت إليها الناشئة من أبنائنا، ونذكِّر بها الحاضر من إخواننا:
في سنة 1344 هـ 1926 م ولد الفقيد الشيخ كرشوش سليمان رحمه الله بالقرارة مسقط رأسه، حيث تلقى تعليمه الابتدائي، مستظهرا كتاب الله تعالى عن ظهر قلب بحفظ جيِّد فكان من خيرة الحفاظ في البلد، ثم انتقل إلى معهد الحياة فتخرج منه بعد خمس سنوات.

في يوم 8 ديسمبر 1947 التحق معلما بمدرسة الحياة العامرة، فتخصص بتحفيظ القرآن واستمر في ذلك قرابة سبعين عامًا إلى الأيام الأخيرة قبل وفاته.

في سنة 1368 هـ 1948 م تزوَّج فقيدنا زواجه الأول فخلف ستة ذكور وأربع إناث، منهم ثلاثة من خيرة الأساتذة والمعلِّمين.

في سنة 1398 هـ 1978 م انضمَّ إلى حلقة العزابة فكان معينا لوكيل المسجد، ونائبا للإمام، ثم إماما، وممَّن يتولَّون تجهيز الأموات، كما كلٍّف بإجازة الطلبة حفظهم كتاب الله، وقد استظهر على يديه المئات منهم صاروا أئمة مقتدرين في مساجد قراهم.

في سنة 1400 هـ 1980 م سنَّ إمامة التراويح بالتلاوة الكاملة للقرآن الكريم في المسجد الكبير بالقرارة، وكانت قبل ذلك بخواتيم القصار المفصَّل، فغدت سنةً حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

شغل منصب رئيس عشيرة أولاد مرزوق، وكان الممثل لها في الهيئات العرفية العامة.

يتميز فقيدنا بخصال شهمة أهَّلته لأن يكون من الذين يظلهم الله تحت ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلاَّ ظله، فهو شابٌّ نشأ في طاعة الله، وهو رجل معلَّق قلبه بالمساجد، لم يتركها في حال الأمن أو الخوف، لا يخرج منها إلا ليعود إليها.

اشتهر فقيدنا بالإخلاص لله تعالى، والصدق في العمل، والحزم في الإنجاز ، والصرامة في المواقف، والمرابطة في الميدان، أكسبته هذه الخلال هيبة وجلالا وتوقيرا.

يتمتع فقيدنا بروح الدعابة والطرفة والمزاح والبداهة إلاَّ أنه لا يقول إلا حقًّا، فكان بذلك من الموطئين أكنافا من الذين يألفون ويؤلفون.

يمتاز فقيدنا بذاكرة قويَّة وحافظة نقيَّة جعلته يحفظ الأنساب عمومة وخؤولة، فكان نسابة زمانه، يهرع إليه كلُّ من استشكل عليه نسبه أو صهره.

يعتبر فقيدنا مرجعا تأريخيا حصينا، وشاهدا لعصره أمينا، يتميز بحفظ دقائق الحوادث التأريخية في كلِّ جوانبها، فغدا مصدرا شفويا مهمًّا، لكثير من الباحثين والدارسين، وموئلا لكثير من الشباب الذين يريدون الاذكار بما مضى من السنين، والاعتبار بمن خلا من القرون.

لتلكم المعاني السامية، وتلكم المباني العالية نقوم اليوم في هذا الجمع الكريم نردُّ بعض جميل ما قدَّمه المحتفى لمجتمعه من نصح، وتوجيه، وتضحية، في المجالات التي يبتغي فيها المرء إلى ربِّه الوسيلة، ويرهق نفسه مطواعا لينير لأبناء أمَّته دروب الفضيلة، فالله الله معشر الشباب في مشايخكم، والله الله في آبائكم، والله الله في كباركم، أولوهم ما يستحقون من التقدير والتبجيل، فإنَّه ليس منَّا من لم يوقِّر كبيرنا ويرحم صغيرنا، فسلام على آل كرشوش في العالمين إنَّه من عباد الله المخلصين كذلك يجزي الله المحسنين، وسلام عليه يوم ولد، ويوم يموت ويوم يبعث حيًّا. هذا وإنَّ إن أعظم شهادة يحوزها الرجل هي شهادة الزمن له بلسان صدق بين الأجيال، وشهادة الحقِّ له بالرضوان يوم المآل يوم يدعوه: يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىا رَبـِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي.

أيها الإخوة الأعزاء باسم حلقة العزابة الموقرة، باسم الجمعيات الخيرية الحرة، باسم القرارة جمعاء، نقدم خالص تعازينا لأنفسنا أولا ثم لآل الفقيد المحتفى به، ولآل عائلة المرأة الصالحة المتوفاة زوجة أخينا الأستاذ عدون محمَّد التي كابدت عناء المرض محتسبة، ومَا يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِى نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ، نسأل المولى جلَّ في علاه أن يحقِّق فيهم قوله: لِّلذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الاَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يـَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَـحْتِهَا الاَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ كَذَالِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ الذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآَئِـكَةُ طَيـِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وأن يجعلهم في مقعد صدق مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيئِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ذَالِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى ا بِاللَّهِ عَلِيمًا.

كما نشكر لكلِّ الوافدين إلينا من كلِّ حدب وصوب تحمُّلهم مشاقَّ التنقُّل إلى هذا البلد وفاء بالعهود لرجال أخلصوا لربِّهم الجهود، وفي ذلك تخفيف من عزائنا، وتفتيت لمصابنا، فحفظكم المولى الرحيم يوم ظعنكم، ويوم إقامتكم، وصلَّى عليكم البرُّ الكريم طرفي النهار وزلفا من الليل، فلا أراكم مكروها فيمن تحبُّون، ولا أجزع نفوسكم فيما تأملون رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالاِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ…

كما لا ننسى في هذه الساعة المباركة الغامرة بالرحمات، وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات أن نلتجئ بقلوب ضارعة وأدعية خالصة إلى الولي الرحيم، والقاهر فوق عباده، أن ينصر المسلمين على أعدائهم، ويحقن دماءهم، ويشفي جراحهم، ينزل الألفة بينهم، وأن يرحم الموتى ويشفي المرضى، آمين آمين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

القرارة: مساء يوم السبت 28 ذي الحجة 1434 هـ الموافق لـ 2 نوفمبر 2013م
عيسى بن محمد الشيخ بالحاج
أستاذ بمعهد الحياة القـرارة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما عسى المرء في مثل هده المواقف إلاأن يردد قوله تعالى (الدين إدا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألائك هم المهتدون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى