على ماذا يجب أن يعتمد طالب العلم لتوسيع مداركه ومعارفه؟

على ماذا يجب أن يعتمد طالب العلم لتوسيع مداركه ومعارفه؟
عيسى حجاج:
الإنسان في مسيرته التعليمية يسعى دائما وأبدا إلى توسيع معارفه ومداركه لتحقيق أهدافه وخدمة مبادئه، فالإنسان الذي يستقبل ويتلقى قد لا يبتعد كثيرا عن نقطة انطلاقه، أما من يسعى ويبحث ويفكر ويعالج فسيبلغ أبعد النقاط. ولكن الكثير منا يتساءل، ما السبيل إلى هذا؟ كيف يوسع الطالب من معارفه ومداركه؟
إن الإبحار في بحر المعرفة ليس كأي إبحار فهو يحتاج إلى الإرادة، فقبل كل شيء عليك أن تكون واعيا مريدا ومحبا لما ستقدم على اكتسابه، فتكون إرادتك بذلك محفزا لك ودافعا، وكذا الذاتية وحب الاستطلاع اللذان هما مفتاح النجاح، فالكثير من العلماء والباحثين الناجحين في مجالهم ـ لوعدنا بالزمن إلى الوراء ـ اتخذوا الذاتية أهم وأثمن مفاتيح نجاحاتهم، فهي تدفع بالطالب إلى إيجاد بيئة ومحيط للإبداع، وكذلك حبك للاستطلاع الذي يكسبك مهارات في عدة مجالات، ولكن رغم كل هذا سوف تواجهك بعض الأسئلة والأزمات التي تسبب قلقا معرفيا لك، فلا تنس بأن السؤال هو الأداة التي تجعل عقل الطالب في حالة نشاط دائم، حيث تفعل في نفسيته خاصية البحث والسعي نحو اكتشاف ما يجول حوله وما يدرسه خاصة، إذن هو بمثابة محفز لك لتطور من معرفتك لإيجاد أجوبة لأسئلتك أو أسئلة حيرت أناسا قبلك…
أيضا أرى بأن مصاحبة الكتاب هو أيضا عامل آخر مساعد ومكمل، فهو خير جليس، فكلما تنوعت قراءة الإنسان كلما ازدادت ثقافته واتسعت مداركه، فالكتاب مصدر من مصادر المعرفة، فما أحلى وما أطيب الأوقات التي يقضيها الطالب مصاحبا إياه، فهو لا يمل منه بل يلح في الاستزادة حتى تتسع آفاقه ومداركه.
في النهاية هذا مجرد تلميح بسيط لبعض السبل التي تجعل الطالب يطور وينمي من معارفه ومداركه، ندعو الله أن يكون عونا لنا ويمدنا بالطاقة ويلهمنا الصبر والسلوان ويحفنا بملائكته لنوجد بذلك حلولا لمشاكلنا ومعضلات عصرنا كما أوجد أسلافنا حلولا لعصرهم رحمهم الله برحمته الواسعة….
اللهم مكن لدينك في أرضك واجعلنا سببا للتمكين
الطالب عيسى بن يونس حجاج
أنطاليا – تركيا
لديك سؤال تبحث عن جوابه؟ أرسله إلينا لتجد الرد من خبير متخصص