مرآة الصحافة

متى تحصل جامعة غرداية على تسمية الشيخ اطفيش؟

دعا المشاركون في الملتقى الوطني الأول للشيخ اطفيش القطب نهاية الأسبوع المنصرم بالمركز الجامعي بغرداية إلى تسمية هذا الأخير بقطب الأئمة الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش.

وهذا ما وعد به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في إحدى زياراته الأخيرة إلى عاصمة مزاب، لكن لم يتم تجسيد هذا الوعد الرئاسي بعد.

وفي نفس السياق، طالب حفيد المحتفى به والقائم على مكتبة الشيخ اطفيش ببني يزقن من منظمي الملتقى تسمية المركز الجامعي بجامعة الشيخ اطفيش.

وإلى جانب هذا، أوصى المشاركون في الملتقى الذي نظمه معهد الآداب واللغات بإعادة تنظيم الملتقى كل سنتين وترقيته ليكون دوليا مع طباعة أعمال الملتقى بعد تنقيحها، ودعوة واسعة لاستغلال مكتبة الشيخ اطفيش الغزيرة بأمهات الكتب، كما دعت اللجنة المكلفة بصياغة التوصيات والتي أشرف عليها الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، إلى إطلاق جائزة علمية باسم الشيخ اطفيش، والحرص على جمع آثار قطب الأئمة والعمل على تحقيقه ودراسته من طرف الباحثين حتى يتسنى لإدارة الملتقى طباعتها والعناية بها، وكما أوصى الأساتذة أيضا بتنظيم أيام دراسية حول الشخصيات الوطنية المغمورة خاصة في الجنوب الجزائري.

للإشارة فإن الملتقى وعلى مدار يومين تم التطرق في خمس جلسات علمية إلى شخصية الشيخ اطفيش والقطبية عنده وعلاقته بالدولة العثمانية والإحتلال الفرنسي، وإسهاماته التاريخية ولاسيما آثاره في مختلف العلوم كالصرف، التفسير، البلاغة، أصول الفقه ومصطلح الحديث، كما تم مناقشة موقف الشيخ اطفيش من عدة مسائل ونظريات منها مقدمات في الوعاء الحضاري، حوار الإباضية مع الآخر في الخطاب الإصلاحي الحديث، اللقاء الأشعري الإباضي، فلسفة الأخلاق، ملامح القانون الدولي الإنساني في مؤلفات العلامة اطفيش.

الملتقى أسدل الستار عليه بتكريم الأساتذة المشاركين والهيئات المساهمة، وخصّت إدارة الملتقى تكريم الأستاذ ابراهيم طلاي باعتباره رمزا للباحثين في تراث قطب الأئمة، وكما تم تكريم عائلة المحتفى به، حيث شهد حفل اختتام الملتقى الوطني لأحد أهم الرموز الدولة الجزائرية غيابا واضحا لمسؤولي المركز الجامعي وكذا السلطات الرسمية المحلية والولائية لأسباب يجهلها منظمو الملتقى.

للصحفي حمّو أوجانه، منشور بـجريدة أخبار اليوم الجزائرية يوم 28 أكتوبر 2011م

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. كلنا يعرف سبب غياب المسؤلين… و لكننا لا بد أن نلتم لتحقيق ما نصبو له.
    وفقكم الله و سدد خطاكم

  2. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أشاطر الرأي الزميل إدريس مصباح في ما ذهب إليه، رغم أني في بادىء الأمراستبشرت خيرا بتسمية صرح علمي باسم الشيخ الفاضل رحمه الله، لكن واقع الجامعات عندنا يسيئ لهذا الشيخ وثراته العلمي والفكري، وهذا الإجراء لا يليق بعالم أفنى حياته في خدمة العلم والدين. فهو يستحق ماهو أسمى وأطهر، ربما قد تكون لأول جامعة جزائرية خاصة بالذ كور أو بالإناث .

  3. السلام عليكم، صراحة لا أفهم شيئا، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وعد بتسمية هذا القطب الجامعي باسم الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش، ومسؤولوا هذا المركز الجامعي وكذا السلطات المحلية والولائية لم يحضروا فعاليات هذا الملتقى، فبربكم على ما يدل هذا؟؟ أهو استصغار للعلم وأهله؟ أم هو نكران لمكانة وهبة وورع هذا العلامة الشيخ اطفيش وما أدراك ما الشيخ اطفيش، أم أن العلامة إباضي المذهب؟ أم هو شيء آخر؟ وصراحة وهذا رأيي الخاص مكانة وقيمة الشيخ امحمد اطفيش رحمه الله أعلى وأرقى أن يُسمى هذا القطب الجامعي باسمه، وأي قطب جامعي ؟؟ . والشيخ اطفيش رحمه الله بريء من مظاهر الاختلاط بين الجنسين في هذا المركز الجامعي.

  4. في تصوري أن موضوع تسمية المؤسسات التعليمية عموما في بلديات سهل مزاب يحتاج نظرا وحوارا ديمقراطيا واقعيا.
    فإن كان الأمر يتعلق بمن يدافع عن أحقية فئة هامة أصيلة من سكان السهل في أن يروا أسماء أعلامهم ترصع واجهات المؤسسات التعليمية العمومية بالذات فإن الموضوع يحتاج نظرا أوسع:
    أولا لأن من يدرس ويدير تلك المؤسسات لا علاقة له بتلك التسميات مباشرة فكيف يطالب بذلك من يطالب لمجرد الشعار وهو غير موجود في الداخل فاعلا عاملا؛
    ثانيا: هناك جهل يخالطه شيء أو كثير من التجاهل لدى بقية الجزائريين في المنطقة فيما يتعلق بمآثر وأعمال أولئك الأعلام، فضلا عن عنصرية البعض.
    ثالثا فيما يتعلق بتسمية أي مؤسسة فمن المفروض تخضع العملية لمعايير غير مسيسة أو عاطفية بل لمعايير موضوعية علمية غير متحيزة ضد أو مع، ولا يمكن ذلك إلا إذا تم التداول الديمقراطي في الموضوع حول أحقية هذا الإسم أو ذاك لتسمية مؤسسة تعليمية ما.
    وبالنسبة للمركز الجامعي لغرداية لو تأملنا القضية لوجدنا أنه يصدق عليها ما أوردناه أعلاه من تحفظات وعوائق موضوعية تحول دون الاعتماد الرسمي لتسمية الشيخ العلامة القطب محمد بن يوسف اطفيش لقبه بما شئت، لماذا؟
    لأن التسمية الأخيرة كانت عبارة عن “عظْمة” أو “حلوى” أسمحوا لي على التشبيه، ألقيت بين يدي سكان المنطقة من طرف الرئيس بوتفليقة العارف بعقلينا، حين زار المنطقة بعيد فيضانات غرداية 2008م
    وحينها قال للناس المستقبلين له بأنه ليس لي ما قدمه لكم ماليان أكثر مما قدمت لمواساتكم ومعالجة الخراب الذي خلفه الفيضان والذي لما تزل آثاره ماثلة للعيان خاصة في واحة غرداية المدمرة بشكل كامل تقريبا بالفيضان وبمعاول الإسمنت المسلح الزاحف عليها بيد سكانها.
    وقد أضاف الرئيس آنذاك بما أني لا أقدر على تلبية مزيد طلبانكم… فيمكن أن ألبي طلبكم بشأن تسمية المركز الجامعي الناشء وهو طلب البعض أو بعض الآحاد تسمية المركز الجامعي باسم الشيخ اطفيش، فكان التصريح “لهواء فلهواء”، إذ لم يعقبه الرئيس بمرسوم رئاسي أو الوزير بقرار وزاري وإنما كان مجرد فقاعة للاستهلاك المحلي أو كما اعتبرته آنفا مجرد “عظمة” أو “حلوى” يتلهى بها سكان المنطقة المختلفين حول كل شيء إلا الاتفاق على مستقبلهم المشترك كمواطنين راشدين.
    بقيت الآن مسألة التداول حول تلك التسمية، فإني رأيت حينها أن تسمية الشيخ العلامة محمد بن يوسف اطفيش على تلك المؤسسة الجامعية التي بدأت بداية عرجاء إداريا وبيداغوجيا وبحثيا، والتي بالرغم من جهود المخلصين من عمالها وإدراييها وأساتذتها تظل بعيدا عن مستوى الجامعات المرموقة في العالم وفق التصنيفات العالمية، كغيرها من جامعات الوطن، فلماذا يصر البعض على اقتراح هذه التسمية من دون تشاور مع أي أحد بدعوى أنهم ممثلين للمنطقة في مؤسسة وطنية ما، فكان حريا بهم أن يخضعوا المسألة لحوار ديمقراطي شفاف، ولو حدث ذلك لكنت ممن يقترح أن تسمى باسم أستاذ جامعي ذي صيت عربي وإسلامي كبير كمثل الدكتور صالح خرفي أو غيره من أعلام الجزائر والمنطقة الجامعيين المعاصرين مع تسمية المدرجات بأسماء أعلام آخرين ووضع نبذ عن سير حياتهم في مداخل تلك القاعات.
    والرأي عندي أن اسم الشيخ العلامة اطفيش أليق بأن يكون اسما لمؤسسة علمية بحثية وطنية ولم لا عالمية إسلامية فتصان بذلك سمعة الإسم وحامله من أي غرض أو تشويه أو عصبية مقيتة، أو جدال إعلامي وسياسوي وحزبي وطائفي يجتره بعض الناس هنا وهناك متحيزا مع أو ضد العلامة، الذي يظل علمه أكبر بكثير من مستوى المردود البحثي لجامعاتنا المتأزمة تأزم مجتمعاتنا الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى