وقفات مع إصداراتنا الفنية

جميل أن نسمع عن إصدار جديد نزل إلى السوق، حيث نسارع لاقتنائه أو السؤال عنه وعن صاحبه، هذا إذا لم نكن نعلم به قبل صدوره فننتظره ونتساءل عنه كل مرة، فحاليا نزخر بنتاج وافر ومتنوع ومتباين المستوى، حيث يميز المشاهدون أو المستمعون ذلك بعدة معايير منها صاحب المنتوج، أودقة إخراجه أوجمال شكله أومظهره، وفي هذا الصدد توجد بعض الملاحظات التي يجدر بنا الوقوف قليلا عندها.من بين تلك الملاحظات أو الاستفسارات، ماهو الدافع لإنتاج إصدار جديد؟ هل هناك تفكير جدّي في نوعية المواضيع المطروحة؟ هل ينتظر المنتج أو صاحب الفكرة رد فعل ما من المتلقي؟ كيف نقيس مدى نجاح هذا الإصدار أو ذلك؟
نحاول في هذا الموضوع تسليط الضوء على شيء مما ذكر ونترك الباقي على القارئ الكريم ليدلي بدلوه في ما يعلم، كما نصبو لإثراء الأفكار وتحويلها لواقع علنا نطور بها ما نجد ونفيد ونستفيد.
ماذا يجعل ذلك الفنان أو تلك الجمعية يخرجان إصدارا ويسعيان لنشره؟ هناك الكثير من الأسباب ولعل أفضلها تغيير واقع معين، أو بث أفكار مفيدة، فلا تكاد تمر مناسبة دينية – في عرفنا – إلا وكان هناك الجديد في الإصدارات، وهذا أمر علينا تثمينه وتحفيز أصحابه، مع ضبطه ودراسته أكثر، فلا يكون الدافع هو كوننا مثلا عندنا مدة لم نصدر شيئا فهيا لننتج أي شيء !! فالإصدار يضع صاحبه في المحك ويكون حكاية الناس ذلك الوقت سواء إيجابا أو سلبا وصاحبه يتحمل العواقب.
أما عن اختيار الموضوع فبطبيعة الحال كل فنان منشد أو ممثل مسرحي أو مصمم فكرة ما يبقى في الأخير إنسان عادي يعيش واقعه ويحتك بأسرة ومجموعة أفراد ومجتمع مثله مثل باقي الناس، لذلك نجد اختيار الموضوع عادة ما يكون من خلال ذلك الواقع الذي يرى فيه نقصا فيحاول إتمامه بما أوتي من جهد ورصيد معرفي ومهاري.
وهناك طرق أخرى تتمثل في مراسلات من الناس لذلك الشخص أو الجهة المنتجة، تطلب منه أو منها التركيز على موضوع معين وهذا يرمز إلى شيء جيد وهو التفاعل بعد مشاهدة أعمال سابقة وعدم الاكتفاء باستيعابها واستنكار ما تحاربه بالقلب فقط وذلك أضعف الإيمان.
كل منتج وصاحب إصدار معين مهما اختلف شكله ونوعه ينتظر ردة الفعل من المتلقي سواء بالإيجاب أو السلب وذلك بدليل ترك عنوان له أو أكثر كما يذكر في آخر الألبومات الإنشادية أو غيرها من الإصدارات بعبارة معتادة لدينا هي ” لملاحظاتكم واستفساراتكم لا تترددوا بالاتصال بنا على…” إذن علينا أن نتفاعل مع هذا النوع من الذين يطلبون النقد للتطوير والتحسين وليس لأمر آخر.
أما عن اعتبار أي منتج سمعيا كان أو بصريا ناجحا أم لا، فبعدّة معايير أهمها في عرفنا وما يتفق معي فيه أغلب القراء عدد النسخ المباعة وهذا أمر منطقي وطبيعي جدا، ولكن هناك نقطة هامة تذكر هنا وهي التسويق، فأحيانا يكون التسويق الضعيف ظالما للمحتوى القيم المفيد والعكس صحيح، والحل في ذلك هو اعتماد طرق تسويق مدروسة حتى قبل البدء بأي خطوة في ذلك المنتج، ففي ما عهدناه أن الفنان بقدره وجلاله وصاحب المنتج هو الذي يدور ويتجول بمنتجه في المحال التجارية باختلاف مناطقها وبعدها، وهذا خطأ كبير وظاهرة نتمنى زوالها ورؤية بديل لها وهي مؤسسات تسويقية وعقود عمل مضبوطة حيث تقسم المهام والأدوار وتحدد النسب المئوية لتقاسم العوائد المادية، وكذلك من الحلول الممكنة التسويق الإلكتروني كهذا الموقع قيكون حلا لتلك الطريقة بعرضه للإصدار وتفاصيله، وكذا نقاط البيع المعتمدة.
هذا وبالإضافة لعوامل أخرى تساهم بقدر كبير في نجاح الإصدار مثل توافق المحتوى مع الفئة المستهدفة، مثل الفرق في تصميم الغلاف بين الصغار والكبار وكذلك أخذ الموضوع من الناحية التقنية والفنية باعتدال فلا يطغى أحدهما على حساب الآخر.
في الأخير أريد أن أتوجه إلى كل صاحب إصدار أو مشروع لإنتاج أي مادة فنية أن يركز بالإضافة للتسويق الميداني على العمل في التسويق الإلكتروني، ومن أمثلته هذا الموقع أو موقع خاص وأراه من ضروريات الاتصال العصرية ففيها فوائد كثيرة منها نربح الوقت والمال ونصل لمرادنا في تبليغ الرسالة السامية وإيصال المنتج بأكبر عدد لأوسع نطاق. كما أرجو إثراء الموضوع وتقديم الملاحظات، والله هو الموفق.
جابر بن صالح حدبون
				
					



السلام عليكم إخواني الكرام أظن أن هذا الموقع يسعى إلى تحقيق التواصل بين الفنانين والمهتمين لهدف السمو بإنتاجاتنا نحو العلا، فقد فتح باب النقد والمشاركة، لكل من رأى في نفسه عونا، وفي فكره رأيا، وفي رصيده العلمي خبرة إلا أننا لا نلمس إقبالا كبيرا منا نحن المهتمين ولا من فنانينا المحترمين لكن علينا أن ننشر هذه الفكرة ونهتم جميعا بفننا الأصيل لنسمو به إلى المعالي وفقنا الله لما فيه الخير والصلاح.
سلام،
” إذن علينا أن نتفاعل مع هذا النوع من الذين يطلبون النقد للتطوير والتحسين ” أجل، و لكن حينما يكون صادقا و ليس ” تاع الشيتة ” هناك الذي يقال له ” داديك الحاج ” و الله رائعة إنتاجاته، رأيت منتجه ” أصرا نوورغ ” و قصة لا أذكر عنوانها و لكن موضوعها بقي محفورا في ذهني ( حول تحسين الألفاظ و لباقة الحديث و السؤال…) عالج قلة الأدب بالهزل و بشكل ممتاز و ممتع جدا، أرجوا أن ينظر إلى موضوع التعصب الايديولوجي و الفكري، الزواج المبكر، عزوف كل من الفتيان و الفتيات عن الدراسة و الخبث و ليكافئه الله أحسن مكافأة، كذلك لا أدري لِمَ توقفت فرقة ” أوتشيدن ” عن الإنتاج !