شخصيات خالدة

ترجمة الشيخ صالح باجو رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الشيخ صالح باجو رحمه الله

الاسم والنسب:

اسمه صالح بن ابراهيم بن عمر باجو، رأى نور الحياة بمدينة غرداية سنة 1930.
– سافر مع أبيه في بواكير طفولته، إلى مدينة غليزان، حيث كان يشتغل والده في التجارة. وهناك بدأ دراسته الابتدائية في المدرسة القرآنية، والمدرسة الفرنسية.
– ثم اضطرت الحرب العالمية الثانية القائمين على المدرسة القرآنية إلى غلقها ونقل التلاميذ إلى غرداية، فالتحق بمدرسة الإصلاح بمسقط رأسه، حتى أكمل مرحلته الابتدائية.
– في سنة 1944 طلب من الشيخ صالح بابكر رئيس جمعية الإصلاح ومدير مدرستها، ومن نائبه الشيخ حمو فخار أن يلتحق بمعهد الحياة بالقرارة، فاشترطا عليه التفوق في الدراسة، والحصول على المرتبة الأولى، وكان هذا الشرط حافزا له على المثابرة وافتكاك المرتبة الأولى.
– سافر إلى القرارة في شهر أكتوبر 1945، ليحقق أمنيته بالالتحاق بمعهد الشيخ بيوض.
– كان من شروط القبول بالمعهد حفظ القرآن كله، فتفرغ له سنة كاملة، في قسم القرآن بمدرسة الحياة، واستظهره في شهر فيفري 1947 م. والتحق إثرها طالبا بمعهد الحياة.
– في سنة 1951 أصيب بمرض تمزق الشبكية، فاضطر إلى الانقطاع عن مقاعد الدراسة، والسفر للعلاج بمدينة وهران. ولبث فيها أشهرا طويلة، يعمل أجيرا في دكان ويواصل علاجه في مستشفى وهران.
– في ليلة الفاتح من أكتوبر 1951، موعد افتتاح معهد الحياة، كان في المستشفى، وهاجت أشجانه وحنينه إلى معهده، ففاضت شاعريته بنشيده الخالد ” يامعهدي “. الذي أصبح النشيد الرسمي لمعهد الحياة.
– في سنة 1952، بعد نجاح العملية، عاد للدراسة بمعهده الغالي، حتى أتم المرحلة الثانوية.
– في سنة 1953 بنى بزوجته السيدة عبونة فافة بنت صالح، في عرس بهيج. حضره شيوخه ومحبوه، ودعوه في كلمات التهاني إلى مواصلة دراسته.
– في شهر أكتوبر من سنة 1955 سافر إلى تونس طالبا بجامع الزيتونة، ضمن طلبة البعثة العلمية البيوضية إلى الخضراء.
– حين اشتدت وطأة الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي أغلق الحدود الشرقية والغربية للجزائر بالأسلاك الكهربائية، ومنع الجزائريين من الدخول أو الخروج منها. سعيا لقطع الإمداد على الثورة، والقضاء عليها سريعا.
– وبقي صالح باجو برفقة ستين طالبا من أبناء البعثة الميزابية بتونس، وظلوا بها سبعا شدادا طيلة الحرب التحريرية، واشتغلوا بتحصيل العلم من جهة، والمشاركة من جهة أخرى في دعم الثورة ونشاط خلايا جبهة التحرير، والاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، والإعداد لمرحلة الاستقلال.
– في سنة 1963 م، تخرج في الزيتونة متحصلا على ثلاث شهادات جامعية.

 الشهادات العلمية:

– شهادة العالمية في الآداب، من كلية اللغة العربية بالزيتونة.
– شهادة العالمية في الشريعة (شعبة القضاء) بالزيتونة. حصل فيها على المرتبة الأولى في الجامعة، وكرم بجائزة رئيس الجمهورية.
– الإجازة في الحقوق من المدرسة العليا للحقوق بالجامعة التونسية.
النشاط العلمي والسياسي:
– له مشاركات فعالة في الندوات الثقافية. للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين “فرع تونس” خلال الثورة التحريرية.
– واكب أحداث الثورة الجزائرية وخلدها في قصائد عديدة كانت تذاع على أمواج الإذاعة التونسية. ثم طبعت مؤخرًا في ديوانه “لبيّك يا وطني”.
– كان عضوا بارزا في لجان الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بتونس.
– شارك في النظام السياسي لجبهة التحرير الوطني الجزائرية منذ نشأته بتونس حتى استقلال الجزائر.

التدريس والمهام الاجتماعية:

– التحق إثر عودته من تونس فجر الاستقلال بمعهد الحياة مدرسا، استجابة لطلب شيخه الإمام الشيخ إبراهيم بيوض، وتولى تدريس الأدب العربي، وتاريخه، والبلاغة، والعروض. فضلا عن تدريس علوم الشريعة من تجويد وحديث، ومناهج البحث الأدبي.
– كان طول مشواره التدريسي عضوا في إدارة معهد الحياة، بالقرارة .
– في سنة 1996 اختير عضوا في حلقة العزابة، بمساجد الإصلاح بغرداية.
– عضو في إدارة عشيرته، آل محرز.
– عضو بارز في لجان فنية محلية أهمها لجان الأعراس في القرارة وغرداية، وفرقة البلابل الرستمية.
– اشتغل بمهمة تسفير الكتب وبخاصة المصاحف. واتخذها موردا ثانويا للرزق وسببا لخدمة كتاب الله.
– كان ماهرا في الكتابة بالآلة الراقنة، التي عوضته ضعف البصر لكتابه بحوثه ورسائله وأشعاره، واهتم بتعليم هذه الوسيلة لطلبة معهد الحياة، وتخرج على يديه فيها العشرات من الطلبة على امتداد عديد من السنوات.
– أنجب عشرة أولاد، أربعة ذكور وست بنات، وتوفي وله من الذرية من الصلب والأحفاد مائة كاملة. ويوم وفاته ولدت حفيدة له، كانت الولد الأول بعد المائة.

الإنتاج الفكري:

– 1955-1962 نشر قصائد عديدة على صفحات الجرائد التونسية مثل (الصباح) (العمل) وبعض المجلات، مثل (الفكر) (الزيتونة) (الأصالة) (الثقافة) و (مجلة الإذاعة).
– له ديوان شعر، جمع فيه قصائده الأولى، لمرحلة ما قبل اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية، أحرق كله، ولم ينج منه سوى عينة يسيرة.
– له ديوان شعر ضخم، يضم عشرات القصائد والأناشيد في مختلف الموضوعات، وبخاصة منها الدينية والوطنية والطبيعية، في طريقه إلى النشر، إن شاء الله. وقد طبع منه جزء يسير ضم قصائده الوطنية خلال الثورة، وبعض قصائد في تكريم العلماء، صدر بعنوان “لبيك يا وطني” نشرته جمعية التراث بالقرارة، سنة 2010م.
– له مجموعة بحوث فقهية وفكرية حول قضايا شرعية متعددة.
– له مجموعة رسائل أدبية، ومجموعة مسرحيات اجتماعية، معظمها باللغة العربية الفصحى، وبعضها باللهجة الدارجة المحلية.
– قدم أياد جميلة لتطوير المجموعات الصوتية المحلية، مثل “جمعية البلابل الرستمية” و”اللجان الفنية بالقرارة وغرداية، بإنتاجه لعدد معتبر من الأناشيد للمناسبات الدينية والعلمية والوطنية والأفراح والأعراس ومناجاة الطبيعة. وهي بالألسن العربية والدارجة والميزابية.
– أقام علاقات فكرية أدبية، وقام بتخليد رحلاته وزياراته لعدة دول عربية وأوروبية، منها: فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، سويسرا، تركيا، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، مصر، السعودية، وسلطنة عُمان.
– تخرج على يديه أجيال من طلبة العلم بمعهد الحياة، على امتداد اثنتين وخمسين سنة، أصبح كثير منهم اليوم إطارات بارزة في مختلف مجالات الحياة العلمية والإدارية والأنشطة الاقتصادية داخل الوطن وخارجه.

أخلاقه وصفاته :

يتميز الشيخ باجو رحمه الله بصفات بوّأته منزلة جليلة في قلوب عارفيه وطلبته، أبرزها خمس خصال:
التواضع، والصبر، والإخلاص، والتضحية، والشاعرية المرهفة وحب الجمال.
ابتلاه الله بمرض عضال دام معه حوالي سنة وتزيد، وحين عجز الطبيب وعز الشفاء، دعاه منادي الحق إلى دار البقاء، فأسلم الروح لبارئها، وودع الحياة وهو في حضن الأهل والأبناء، عصر يوم الجمعة 21 رجب 1436هـ الموافق للعاشر من أفريل 2015م.
وشيعت جنازته عصر يوم السبت. في مقبرة بابا السعد. وحضرها آلاف المشيعين من مختلف جهات الوطن.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع أوليائه الصالحين.

تحرير: ابنه مصطفى باجو
20 ماي 2015م

Photo-476
24

008

013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى