النشيد الوطني الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكرياء

قسماً هو النشيد الوطني الجزائري الرسمي. بدأ استعماله عام 1963 أي بعد استقلال الجزائر من فرنسا، في أثناء الاستعمار الفرنسي رأى عبان رمضان أن من الضروري كتابة نشيد خاص للجزائر فتشاور مع مفدي زكريا، ووافق هذا الأخير على كتابة الكلمات فتمت يوم: 25 أفريل 1956.
قسما بالنازلات الماحقات ***** والدماء الزاكيات الطاهرات
والبنود اللامعات الخافقات ***** في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات ***** وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
نحن جند في سبيل الحق ثرنا ***** وإلى استقلالنا بالحرب قمنا
لم يكن يصغى لنا لما نطقنا ***** فاتخذنا رنة البارود وزنا
وعزفنا نغمة الرشاش لحنا ***** وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ***** و طويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب ***** فاستعدي وخذي منا الجواب
إن في ثورتنا فصل الخطاب ***** وعقدنا العزم أن تحيا الجزائرذ
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
نحن من أبطالنا ندفع جندا ***** وعلى أشلائنا نصنع مجدا
وعلى أرواحنا نصعد خلدا ***** وعلى هاماتنا نرفع بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا ***** وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
صرخة الأوطان من ساح الفدا ***** فاسمعوها واستجيبوا للندا
واكتبوها بدماء الشهدا ***** واقرأوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجد يدا ***** وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا..
لحن النشيد
بعد تأليفه للنشيد، عرض مفدي زكريا أولا القصيدة على صديقيه الفنان الجزائري محمد التوري والتونسي محمد التريكي. ولكن اللحن الذي قدمه محمد فوزي في 1956، نال القبول لما يحتويه من حماسة مطلوبة في نشيد لشعب يقود ثورة تحرره من المستعمر.
كان الفنان محمد التوري أول من قام بتلحين النشيد. وسجلت أول مرة بمنزل مفدي زكريا بحي القبة بالعاصمة الجزائرية ورفضت هذه النسخة لعدم توفر الروح الثورية والشروط المطلوبة. وفي العاصمة التونسية قام الموسيقار التونسي محمد التريكي بتلحينه وكان أول تسجيل في مقر البعثة التعليمية الجزائرية بتونس شارع ابن خلدون، إلا أن لحن التريكي رُفض لكونه يحتوي على لحن لكل مقطع أي بنحو خمس أناشيد. وهو ما دفع بمفدي زكريا بالتنقل إلى القاهرة لإعادة تلحينه من جديد. وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد «هدية للشعب الجزائري». واقتنعت أخيراً جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.
وعن أجرته لقاء تلحين النشيد، أجاب محمد فوزي قادة الثورة قائلا :
«“لن تقدروا على دفع ثمن تلحيني لنشيد قسما .. ما رأيكم في أن يكون مهر انتسابي لهذه الثورة العظيمة .. لن آخذ شيئا .. هو هدية لإخواني في الجزائر”.. »
وقد كرمت الجزائر، سنة 2007، الملحن محمد فوزي ومنحته وسام الاستحقاق الوطني كما أطلقت اسمه على المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر. ومن جهة أخرى، وافقت عائلة ملحن النشيد على وضع حقوق لحن النشيد تحت تصرف الدولة الجزائرية بشكل نهائي.

				
					


