ملفات وآراء

لماذا لا نكتب؟

تتخاطر الأفكار، بكثرتها وتنوعها إلا أنها سرعان ما تنفلت وتتناثر إذا لم يتم تقييدها بالكتابة والتدوين، فقد قال الحكيم:

العلم صيد والكتابة قيده        قيد صُيُودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة        فتصيرها بين الخلائق طالقة

والكتابة أياً كان شكلها أدباً منثورا أو كلمات مفتاحية، أو رموزا موحية للمعاني، أو غير ذلك..، هي التي تحفظ أفكار صاحبها من الانفلات، وتضمن لها البقاء والاستمرار، كما أنها مشاركة الآخرين لخبرات مُدوِّنها ومعلوماته.

فالكلمة المسطورة أداة حفظ ثقافاتنا، وإبلاغها للأجيال بعدنا، وهي من تحيي مواتنا، وتصل ما انقطع عندنا، وتجمع ما اندثر وتفرق، وما نقرأ من كتب، لعلماء سالفين وأفكار لأشخاص رحلوا عنا من أزمنة بعيدة، في مختلف العلوم والمجالات، وبفضلها نستفيد من غايات ما وصلت إلى قرائحهم، ونظرياتهم، بل ودعواتهم لشتى المذاهب الفكرية، والوقائع التاريخية، والديانات السماوية، وغير ذلك…

ونحن الآن في زمن الأنترنت حيث تدفق المعلومة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري، وحيث كثرت المدونات والمدونين بمختلف الثقافات والمستويات والأعمار والجنسيات…

تستوقف الواحد منا بعض التساؤلات محاولا الإجابة عنها لنساهم بحظ في الحفاظ على آثار أمتنا وتاريخها وتراثها، وتنمية رصيدها الحضاري، وإرثها الإنساني، فمن تلك الأسئلة ما يلي:

–    أين نحن من توثيق حضارتنا كمجتمع، وكوطن، وكأمة إسلامية، وإنسانية وثقافتنا ونشرها؟

–    هل فن التدوين موهبة فطرية عند المدونين، أم سلوك مكتسب نتدرب عليه؟

–    ما هي أولى الخطوات التي على المدون أن يركز عليها في بداياته؟

–    كيف تتم عملية اختيار موضوع التدوين؟ هل يتم الأمر بالمحاكاة اليومية، ووقائع نعيشها في حياتنا، أو ببرنامج مرسوم، أم بدوافع نفسية داخلية؟

–    هل يفكر الواحد منا أن يخلد لحياته سطورا يخاطب بها من بعده؟

–    هل تم تغيير فكرة أو تعديل سلوك بفضل كلماتك التي دونتها في إحدى مذكراتك؟


شارك معنا بكل حرية وموضوعية، وقدم رأيك وأفكارك حول الموضوع.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الكتابة وتسطير الكلمات أنا أعتبرها من وجهة نظري ليس بالأمر السهل فما كتبته يعبر عن ذوقك وإختيارك لفن وأسلوب من الحياة الحافلة بالألوان من الفاتحة إلى الداكنة …مشكلة عدم تخطيط الأحرف تكمن في طلب الجاهز وماهو موجود فضلا عن أن نثري نحن بأنفسنا عن رأينا ولأن الكتابة تحتاج جهدا ووقتا فهذا مانعتبره خصائص مهمة منقرضة التواجد في أوقاتنا ..و لربما كتابتنا لش يء قد تفيد غيرنا حالها حال الأبتسامة وإنتشارها … و التدوين له قواعد وأسس يكفينا أن ندون المفيد لنصل إلى درجات النضج قبل درجة الرقي……”هذا ماقالته أقلامي فوق صفحتكم “…..
    ولكم فائق التقدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى