طالبات “الإصلاح” يُبدعن في معرض التكوين المهني.. ووفد رسمي يُشيد بالمستوى والفكرة

في مشهد يجمع بين المهارة والمعرفة، استقبلت ثانوية الإصلاح للبنات، فرع أوباليز، وفدا رسميا في زيارة خاصة لمعرض التكوين المهني المنظّم من طرف طالبات المؤسسة، في خطوة تعكس اندماجا حقيقيا بين المدرسة والمجتمع، وبين التعليم النظري والممارسة التطبيقية.
ضمّ الوفد رفيع المستوى كلًا من رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد سليمان الحاج سعيد، والمدير الولائي للتكوين والتعليم المهنيين السيد عاقب محمد، إلى جانب عدد من مسؤولي القطاع وأعضاء المجلس الشعبي الولائي ومديري مراكز التكوين، حيث كان في استقبالهم إدارة المؤسسة وجمعية الإصلاح وعدد من الأساتذة والمربين من بينهم: رئيس جمعية الإصلاح الأستاذ: علي نجّار وأعضاء المكتب، مدير ثانوية الإصلاح للبنات فرع أوباليز الأستاذ أمسيرد محمد، مدير ثانوية الاصلاح فرع حواشة الاستاذ د حمو عبد الله عيسى، مدير معهد الإصلاح للتكوين المهني السيد بوعروة صالح.
نوادٍ تكوينية تتحدث بلغة الإبداع
تنوعت أجنحة المعرض بين الخياطة والتفصيل والكروشي والحلويات والرسم على الفخار وتصميم الستائر، حيث عُرضت أعمال الطالبات في تناغم جميل بين الدقة والذوق، عكست مهارات راقية ومستوى متقدمًا في التكوين. كل قطعة في المعرض كانت تحكي قصة شغف، وكل ركن ينطق بجهد جماعي وراءه فكر تربوي ناضج.
زاوية للقراءة.. لأن الطموح لا يكتمل دون فكر
ولأن التكوين ليس مجرد مهارة، خصص المعرض ركنًا مميزًا للكتب والمطالعة تحت شعار “أزهار فوائد الكتاب”. زاوية جمعت ملخصات لكتب قرأتها الطالبات، واقتراحات قرائية موجهة للأبناء والأسر، في رسالة واضحة مفادها: صناعة الأيادي تبدأ من تغذية العقول.
لمسة وفاء لأهل الفضل
في مشهد مؤثر، خُصّص جناح خاص لتكريم أعلام جمعية الإصلاح الذين رحلوا عن عالمنا، وتركوا بصمات لا تُمحى في مجالات التربية والدعوة والعمل المجتمعي. كانت صورهم وكلماتهم حاضرة، كأنهم لا يزالون يرافقون الأجيال.
تصريحات تعزّز الأمل وتعد بالدعم
في كلمته خلال الزيارة، عبّر السيد سليمان الحاج سعيد عن إعجابه الشديد بالمستوى المقدم، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تمثل حجر الزاوية في بناء جيل متوازن، واعٍ، متمكن من أدوات الحياة. وأعلن دعم المجلس الشعبي الولائي لكل المبادرات التربوية الجادة.
أما السيد عاقب محمد المدير الولائي للتكوين المهني، فقد أثنى على الشراكة مع جمعية الإصلاح، مشددًا على ضرورة مرافقتها إداريًا وبيداغوجيًا، واقترح فتح قنوات دعم إضافية لتكوين المكوّنين وتطوير النوادي داخليًا.
جمعية الإصلاح.. نحو قرن من العطاء
الحدث لم يكن مجرد معرض، بل نافذة على روح جمعية الإصلاح التي تقترب من إتمام مئة عام من العمل التربوي والتكويني، والمجهودات التربوية والتكوينية التي تبذلها مدارس الإصلاح، التي تضم أكثر من 2300 طالبة، وتُعد من المؤسسات الرائدة التي تدمج النوادي التكوينية ضمن المقررات الدراسية، جمعية أثبتت عبر الزمن أنها ليست مجرد مؤسسة، بل مدرسة تصنع القيم، وتنبت البذور الصالحة، وتبني الوطن عبر أجيال تعرف كيف تفكر، وكيف تعمل.
تحية تقدير لكل من ساهم في هذا المعرض، ولكل يد صنعت، وعقل خطط، وقلب آمن بأن التعليم ليس حشوا، بل صناعة حياة.