أحباب رحلوا عناإعلاناتترند

رائد الفكر والأدب في الجزائر د. محمد ناصر بربوشة في ذمة الله

بقلوب مليئة بالحزن والرضا، تلقينا اليوم الأربعاء 26 من صفر 1447ه الموافق 20 من أوت 2025م نبأ وفاة الشيخ الدكتور محمد صالح ناصر، الأديب، الشاعر، المفكر، والمحاضر الذي أمضى عمره في خدمة العلم والفكر، وترك بصمته واضحة في إثراء المكتبة الجزائرية والعربية.

قدم الدكتور محمد صالح ناصر إسهامات كبيرة في مجال الأدب والتعليم، وترك وراءه العديد من المؤلفات التي أثرت في الأجيال المتعاقبة، كما كان له دور كبير في تنوير العقول ورفع مستوى الوعي الثقافي.

وُلد المرحوم في 13 رمضان 1357هـ الموافق 6 نوفمبر 1938م في مدينة القرارة بولاية غرداية. بدأ تعليمه بمدرسة الحياة الابتدائية حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ الدين واللغة العربية. ثم أكمل دراسته في معهد الحياة، حيث تخرج في يونيو 1959م حاملاً شهادة التعليم الثانوي.

في عام 1963م، انطلق نحو القاهرة، حيث التحق بجامعة القاهرة بعد سعي حثيث من الأستاذ الشيخ محمد علي دبوز. وكان أول طالب من معهد الحياة يلتحق بكلية الآداب في الجامعة، وتخرج منها في عام 1966م حاملاً شهادة الليسانس.

بعد عودته إلى الجزائر، بدأ مسيرته الأكاديمية في معهد الحياة الثانوي، حيث أسهم في تطوير المنهج الدراسي وأدخل مادة البحوث الأدبية في البرنامج الدراسي، مما كان له أثر بالغ في تحسين مستوى الطلاب. كما تولى تحرير المجلة الحائطية “النور”، التي كانت منصة للمواهب الأدبية.

حصل الدكتور محمد صالح ناصر على دكتوراه الحلقة الثالثة في 1972م من جامعة الجزائر عن أطروحته حول “المقالة الصحفية الجزائرية: نشأتها وتطورها وأعلامها (1903-1931)”، وهي أول أطروحة جزائرية تناولت هذا الموضوع. ثم نال دكتوراه الدولة في عام 1983م من نفس الجامعة عن أطروحته “الشعر الجزائري الحديث: اتجاهاته وخصائصه الفنية”، التي أصبحت مرجعاً أساسياً في الدراسات الجامعية.

عمل الدكتور ناصر في جامعة الجزائر كمُدرس وباحث، وكان له دور بارز في الإشراف على رسائل الدكتوراه والمناقشات العلمية. في عام 1991م، انتقل إلى سلطنة عمان للتدريس في معهد العلوم الشرعية، حيث ظل هناك حتى عام 2002م.

كما ساهم في تأليف العديد من الكتب والدراسات في الأدب والنقد، وكتب سلاسل قصصية للأطفال، ودوّن العديد من الأحداث والوقائع في دواوينه الشعرية. وكان له دور مهم في تحقيق التراث الأدبي وترجمة الأعلام.

رحل الشيخ الدكتور محمد صالح ناصر يوم الأربعاء 20 أغسطس 2025م، تاركا خلفه إرثا علميا وثقافيا كبيرا. ونتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى أسرته الكريمة، أصدقائه، وطلابه، وكل من تتلمذ على يديه أو تأثر بعلمه. ندعو الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل علمه في ميزان حسناته.

أقيمت صلاة جنازته بعد صلاة عصر يوم الجمعة في مسقط رأسه بالقرارة. في جنازة مهيبة، إنا لله وإنا إليه راجعون.

  • صورة التعزية من صفحة وزارة الثقافة والفنون الجزائرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى