من وحي القلمواحة المعرفة

المعاق…دعوة للتفكير

إنهم منا ونحن منهم، فئة كتب لهم القدر أن يتحملوا هذه الحياة بشيء من العناء، ونقص من الراحة الجسدية أو العقلية، تسلقوا جذع الحياة بكل روح وعزيمة ليثبتوا للجميع أنهم جزء لا يتجزأ من هذه المعمورة التي أوجدها الله سبحانه لأي بشر يتنعم فيها ما حيي.

إنه  المعاق، ذاك الإنسان الذي له إحساسه و كيانه و تفكيره بل بسبب معاناته ممكن أن يكون أكثر إحساسا، هو إنسان طموح كسائر البشر لا يحب الهزيمة لا يحب نظرات العطف والشفقة، فهو يحتاج دائما إلى من يفهمه و يمد له يد العون و يفتح له الباب على مصراعيه ليمارس ويفكر ويعايش الواقع الذي هو فيه.

من المؤسف أن نرى هذا المعاق يعاني من التهميش والنسيان، حيث لا يكتفي المجتمع بعرقلة ممارسته لحياته بشكل طبيعي ومن عدم تهيئة البيئة المناسبة له ومن عدم مراعاة ظروفه النفسية والجسدية والاجتماعية، بل يزيد الأمر سوء ويوجه له كلمات العطف ونظرات الشفقة التي تسيء له وتؤلمه أكثر مما تسعده وتساعده، والتي تجبره على الانطواء على نفسه، لذلك علينا مساعدة المعاق في التغلب على الجوانب السلبية التي يعانيها.

كثيرا ما نجد المعاق يعمل وكأنه سليم بل أفضل من السليم والبعض منهم من درس و أخذ الشهادات العالية بكل جدارة، بينما نجد الكير ممّن ليس له عاهة أو عذر، شهادته تسدّ النفس ويركن إلى هذه الدنيا وهو منغمس في متاهاتها وشهواتها، ومن جميل ما كتب الدكتور – عائض القرني- “يظن كثير من الناس أن المعاق حقيقة هو من فقد الأهلية على الحياة الطبيعية من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الطائفة ممن أصيب بعاهة ذهنية أو فكرية أو نفسية مأجورون في الإسلام لهم منزلتهم من الاحتفاء والاعتناء، لكن المعاق حقيقة هو من عطّل عقله وجمّد حواسه وأمات مشاعره  وتحول إلى بهيمة في صورة ابن آدم، ومُسخ إلى دابة في هيئة بشر، ولهذا قال الله تعالى عن هذا الصنف: (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ) ” انتهى قول الدكتور.

مزاب ميديا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى