نصيحة خبير

ما نصيحتكم للتاجر في التعامل مع مستجدات عالم الاقتصاد؟

ما نصيحتكم للتاجر في التعامل مع مستجدات عالم الاقتصاد؟

أ. أبونصر بن محمد شخار

اختصر القرآن الكريم ببلاغته العالية توصيف الاقتصاديّ والتاجر المسلم في ثنائية جامعة شاملة؛ “الحفيظ العليم” في قصة النبي يوسف وهو يصف أهليته لقيادة النظام الاقتصادي للدولة، و”القوي الأمين” في وصف أهلية النبي موسى للقيام بالعمل المستأجَر له، وهذه الثنائية هي جِماع رسالة المسلم في معاملاته، فخلافة الله تعالى له لتعمير هذه الأرض بالعدل وما ينفع الناس تقتضي منه أن يصبغ نشاطاته كلها بصبغة أخلاقية (الأمين الحفيظ)، وأن يكون متقنا للجانب الفني ليجاري بها نواميس الكون في التفوق (القوي العليم).

ففي عصرٍ أصبح فيه الاقتصاد العالمي أكثر توحّشا وشراسة وأقل إنسانية ورحمانية؛ يتعاظم دور المسلم ليكون رقما ثقيلا في كفة الاقتصاد الأخلاقي، وهذا يقتضي منه ابتداءً البعد عما حرّم الله تعالى من الربا والمقامرات والخداع…، وأن يسعى جاهدا في أن يكون نشاطه الاقتصادي نافعا لمن حوله وما حوله، مسهما في ترقية الحياة الاجتماعية بالمسارعة في دعم الخيرات.

وكغيره من الفنون الحياتية فإن العمل الاقتصادي انتقل من كونه مجرد مهارة تُكتسب بالتجربة والمحاكاة إلى فنٍّ تسنده علوم كثيرة، فينبغي على المشتغلين في الميدان الاقتصادي أن يستوعبوا هذا الأمر ويسعوا إلى اكتساب مزيد من المعارف وأن يستعينوا بالخبراء، فإن تدافع السوق يشتد احتداما ولا مكان فيه للضعفاء معرفيا وماليا، فإن كانت البيئة الاقتصادية المحلية لا تزال مغلقة -نسبيا- أمام الشركات العملاقة متعددة الجنسيات فإنها فرصةٌ للضعيف أن يتقوّى قبل فوات الأوان، ولعل من أهم وسائل الصمود في التيارات المستقبلية الجارفة هو اللجوء إلى مزيد من التعاون والتكتل، ومزيد من الاحترافية والتخطيط والتدريب، فإن لم يتعاون الصالحون استأسد الفاسدون وكان فسادٌ في الأرض “إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير”


لديك سؤال تبحث عن جوابه؟ أرسله إلينا لتجد الرد من خبير متخصص

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى