من وحي القلمواحة المعرفة

هدية لنفسي

تحل­ علينا الأيام، من أحلاها ومرها، وتشرف علينا مناسبات كثيرة كالأعياد والحفلات أو ذكرى جميلة…إلخ

فنحاول اختيار أجمل الهدايا لنهديها لمن يهمنا أو نحبه، لكن السؤال المطروح: هل فكرت أن تهدي نفسك يوما هدية؟بالطبع ستقول هذا هراء، لكن في الحقيقة ليست كل الهدايا تُشترى أو مادية، فكرنا في ذلك لأننا نفهم بأن الهدية تساوي شراء.

فهل حاولت مثلا أن تهدي لنفسك الحب الذي تحتاجه؟ أن تحبها وتصونها فكثيرا من الأحيان نسمع من الأشخاص من ينعتون أنفسهم بأسماء وصفات لا خير فيها، أو ليست نفسك من خلق الله سبحانه وتعالى؟

إذن فلماذا تقسو عليها بالكلام الجارح؟ فالحب تقدمه بنفسك لنفسك، “إذ أن رؤيتك السلبية لنفسك سبب فشلك في الحياة”

وهل حاولت يوما أن تهدي لنفسك الثقة: تثق بها وتعزها وتعلم دائما أن الحياة تفتح لك الأبواب باعتزازك وثقتك بنفسك لا بذِلّكَ لها، فعندما تحبط نفسك كأنك ترسل لها قنابل من السوء إذ بدون الثقة بالنفس لن تستطيع تحقيق النجاح.

وهل أهديت لنفسك الأحلام؟ أفضل ما تقدمه لنفسك هو الأحلام فعندما تحلم يكون لك هدفٌ تريد تحقيقه يوما ما وهو الذي سيعطي لك طعما للحياة، فالهدف والطموح من أهمّ الأشياء التي قد تهديها لنفسك فلا تحبس طموحاتك وأحلامك، وثق بنفسك فلا تيأس لكي تبلغ هدفك، إذ أنّ كلّ واحد منا من أساتذة وتلاميذ لهم أحلامهم الخاصة وأهدافهم المعينة.

ياترى هل قدّمت السعادة لنفسك؟ إن الحياة بدون سعادة لا تساوي شيئا، لذلك قدّم لنفسك السعادة بتوفير سبلها لكي تصل إليها، فالسعادة لا يستطيع أي إنسان تقديمها لك فأنت الوحيد وراء سعادتك وأنت الوحيد وراء تعاسة نفسك.

ماذا عن الرضا؟ فهدية الرضا أهم الهدايا، إذ ترضى بنفسك في جميع الأحوال، وترضى على ما قدّره الله لك في أوقات الصعاب وفي أوقات السعادة، فمثلا إن أخفقت في شيء ما ارض بنفسك وبقدر الله، ولا تستسلم، فبعد حلول ظلمة الليل تبزغ شمس النهار.

إذن حاول دوما ولا تستسلم، وأخصّ بالذّكر كل تلميذ مع مشواره الدّراسي، وكلّ أستاذ في درب تعليمه فعليه أن يتحلى بالصبر ليفوز بفوز تلامذته.

في كلّ هذا مازلنا لم نذكر ما هو أهم ألا وهو عدم مقارنة نفسك بالأخرين:

أتذكر بيت الشاعر حين قال:

ذَرُوني أكن في الحَياة أنا **** أنا لسْتُ أنتم ولستم أنا

دَعوني أُقرر مَصيري أنا **** لأن المصير مَصيري أنا

فيا تلميذ ويا أستاذ عليك أن تعلم أن مقارنة نفسك بغيرك هي أسوء الأسباب التي قد تجعلك تكتم مواهب كثيرة، وتقودك إلى الإحباط وضعف العزيمة، فنعلم أنّ لكلّ واحد منا مواهبه الخاصّة التي يتميز بها، وسوف يتميز بها في المستقبل «اعلم أن المستقبل ينتظرك بالأفضل»

في الأخير أتمنى أني قد بلغت رسالتي المتواضعة إلى كل شخص وأستاذ وتلميذ، واعلم أن للنفس أيضا هدية، فلا تسهو عليها وتنساها.

حفصة بنت أحمد حجاج

المصدر: موقع تاونزة العلمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى