وجع أمة

فارسة هي أنت، شامخة عالية في نورانيات تتسامين
حمامة هي أنت في سحاب تطوفين كما النجم في عليا السماء تدورين
غنّاءة هي أنت بزهرك وأريجك وبديع جمالك بين الورى تتبخترين
واليوم صرت جريحة وبين الأمم تتقهقرين
جمالك ذبل وسحرك أفل، كما الشمس حين المساء تغربين
أيا أمتي أين الأمين والصديق والفاروق، بل سل الرشيد وصلاح الدين
خلّفوك في عزة وإباء وبين الأمم تتقدمين
واليوم صرت بتهمة الإرهاب تُقذفين، وبسهام الغرب تصارعين
وبنوك باكون على خليلاتهم يتأوهون
أو لكرة بخطأ في تسديدها يتحسرون
ولأغنية ذابت قلوبهم ترنما بها يتمايلون
ولغانية سلموا أمرهم لهواها فهم منقادون
وبناتك على النت يتحادثون وبألفاظ الغزل يتواعدون
وحياؤهن على وقع الأزرار يبيعون
وكهول على راتب منحة التقاعد يتحسرون
في قارعات الطرق يتحاورون وبالسياسة يسخرون
على سيجارة وجريدة وفنجان قهوة يعيشون
ونساء على الأرائك يتسامرون بأفلام تركية يحلقون في سماء علوية لا ينزلون وتذمر على الحماة يتقنون
وصبية في الطرقات يتنقّلون بألوان السباب والحجارة يتراشقون
وبالكرة يدورون على الأزقة يتصايحون
ورجال على تحصيل اللقمة متعبون من الصباح الى المساء غائبون عن البيت ومن فيه جاهلون، وجوههم عابسة وعلى زيادة في ملح الطعام غاضبون
همهم صديق وقناة ومحمول وبمفاتيح السيارة ملوحون
ومشايخ على المنابر ينددون بجهنم وبالقبر يتوعّدون
على حضور نصفهم نائم والآخر على المسابح يحوقلون
وإخوة عن الحق متفرّقون، كل يدعي الصواب وللعقيدة السمحاء ينتمون
وأمة الإسلام كاليتيمة بينهم وهم يتناطحون. بتخطيء وتكفير وتبديع وهم عن الحق غافلون
والغرب العجوز مشمرون بهمّة لبناء حضارتهم، وعلى نهر البترول يتنافسون
في سرور وغبطة لسقوط مبادئ الإسلام يتفقون
وحكامنا يتأنقون على الكراسي ملتصقون
للغرب منبطحون وبجميل العبارات لأربابهم يتملقون
وبطونهم بلذيذ الطعام والسحت ممتلئون
تخالهم كالحبالى من شدة التخمة يتبخترون
وبالذهب الأسود للغرب يرتشون
وبنو صهيون على الأقصى مسلطون، برشاشات ومدافع على العزل يقذفون
هذا حال بنيك أمتي، عن الفضيلة نائمون
ولمبادئهم خائنون وعلى حطام الدنيا متكالبون
ولغرائز ترابية مشمرون صاروا مهزلة للعالم وعلى الأطلال باكون، وبشعارات الحرية وحب الوطن يتشدقون
والأمّة حزينة من فرط الأسى وهم لا يبالون
سعيدة أولاد بابهون
رائعة انت بكلماتك المنتقاة بعناية
آه على أمة فتكت بها المخالب وخلدت فيها الجراح .
أمة تنادي نداء الصحوة أن أفيقو ولمو الأيادي.
فبأيديكم يا أبناء أمتي مجتمعة يحلو الوقاق و الإخاء .
شكرا لك أختاه على هذا التصوير الدقيق والمتميز لحال أمة الإسلام
وتوصيل المشهد كاملا بمعناه الأصيل .