إسماعيل بيوض يقدم نصائح غالية لمن يود التخصص في مجال علم الفلك

ماهي نصيحتكم لمن يطمح للتخصص في مجال علم الفلك؟

إسماعيل بيوض:

أولا: إذا كنت تبحث عن المال أو المنصب من خلال هذا التخصص فلا تفعل. لا لأن المناصب لا توجد ولكن ما قد يعطيك هذا العلم أكبر من أي قيمة مادية.

ثانيا: إذا كنت من المؤمنين بالخالق فهذا أفضل محراب وأوسع مخبر ترى فيه عجائب عظمته لتتصل به وتتواصل مع الكون بموجات عالية التردد.

ثالثا: إذا كنت لا تهوى أو تتعثر في الرياضيات والفيزياء خاصة، عليك أن تعمل على ما ينقصك قبل خوض غمار هذا العلم، إذا كنت تريد أن تكون متخصصا في هذا العلم.

رابعا: صاحب أهل التخصص من الأفذاذ ولا تنتظر حتى تصبح دكتورا لتتعرف أو تتواصل مع أهم شخصيات هذا العلم.

خامسا: عليك أن تحضر نفسك لتناول قضايا كالكسمولوجيا، قد تهز أيدويولوجية أو ثقافة (اعتقادات شخصية أو مجتمعية راسخة) يعتمد عليها كيان شخصيتك أو باراديغمات برمجت فيك منذ الصغر. على تفكيرك أن يكون متفتحا، ويمكن للفلسفة أن تساعدك على ذلك.

سادسا: عليك أن تخرج من دائرة تخصصك لتثقف نفسك في المجالات الأخرى فهو علم يخص الكون. لذلك عليك أن تكون مطلعا على الاختصاصات الأخرى كالبيولوجيا والتكنولوجيا وعلم الاجتماع.

مثلا تصور عندما يذهب فريق إلى كواكب أخرى (المريخ هو البداية فقط) سيكونون بحاجة ربما إلى نظام اجتماعي معين يعينهم على تحديات البيئة الجديدة من خلال هذا الانتربولوجيا ستتدخل أيضا. في نهاية المطاف نحن كائنات اجتماعية مع اختلاف أجسامنا وأنفسنا وعواطفنا وطرق تفكيرنا إلخ

سابعا: هو علم تحتاج فيه إلى مساءلة عالم أو العوالم الأصغر جدا كفيزياء الجسيمات الدقيق والقوى الكونية إلى الكون الكبير جدا.

أخيرا: أجمل ما في هذا العلم أنه لا تنتهى أسئلته فهل أنت مستعد لأن تسأل أكثر أم تبحث عن أجوبة تريحك وتريح من حولك؟ إذا كنت من الصنف الثاني فلا أنصحك بهذا التخصص.

الخلاصة: هو علم رائع وممتع ولكنه متعب في نفس الوقت ولكنه يستحق كل العمر من أجله، لأنه سيجعلك تشعر بقيمة وجودك في مكونات زمكاناته Spacetimes، أنت أثناء عيشك ذلك العمر تكون دائما بين ثنائية الرقم الصغير جدا فيه والقادر على صنع القيمة الكبيرة فيه.

فاحذر قد تتوهم أن قيمتك تمثل عددا كبيرا!